ليكن في علم الإنسان أنّه منذ ولادته وحتى وفاته، سيبقى يطوّر من نفسه للأفضل ويتعلّم المزيد من أراد هو ذلك، إذاً تطوير الذّات يحتاج لقرار من الشخص نفسه، إن استطاع أن يدرك أهميّة الحياة بالنسبة له فعليه باستغلالها على أكمل وجه لصالحه، وكي تسير في طريق تطوير الذات "اعمل على نفسك" ببذل المزيد من الجهد، والقول ليس كافياً حين تعتزم الفعل فافعل فوراً، واسعَ خلف هدفك دون يأس أو استسلام. فإدارة الإنسان لنفسه هي تطوير للذات، وقد أكد "أفلاطون" أنّ إدارة الشّخص وتربيته لنفسه لها وقعها في النّفس أكثر بكثير من تربية الآخرون له، لذا فهو مؤيّد لتطوير الإنسان وإكساب نفسه سلوكيّات جديدة. ويبدأ تطوير الذّات برسم خطّة، لما تريد أن تنمّيه في نفسك، فإن كنت ضعيف الشخصيّة، أرصد نقاط ضعفك واعمل على تقويتها، إن كنت ضعيفاً في الإلقاء، خذ دورة في هذا المجال أو تمرّن على التكلّم بصوت عالٍ في غرفة مغلقة، واجعل نفسك تتحدّث بصوت مسموع وراقب نفسك و إن أخطأت فكرّر المحاولة. إذا كنت لا تجيد الإنجليزيّة، تعلّمها، وابدأ من الصّفر، ستمضي سنةً واحدةً، وسترى نفسك قد أجدتها تماماً أن تعلم أي لغة أخرى لتزيد مهاراتك، من يدري ربّما تسافر مستقبلاً فتنقذ نفسك باللّغة الجديدة التي تعلّمتها. مارس ما تحب إن كنت جيّداً في الرسم، لما لا تتعلّم أساسياته، وتحترف الرّسم، وتشارك بالمعارض، وتصنع نفسك، إن كنت ذا ملكة أو موهبة، طوّرها واصقلها، ستضيف ميزة أخرى لك. تطوّع، واختلط بمؤسسات المجتمع المحلّي، الاختلاط سوف يكسبك مهارات، كالإدارة، والقيادة، وتعلّم واكتشاف أشياء جديدة، سوف تتعلّم كيف تتعامل مع النّاس؟ وكيف تجذبهم إليك. أكمل تعليمك الجامعين او الدّراسات العليا. اقرأ في كل شهر عشرة كتب متنوّعة المجالات. ساعد الفقراء وابذل في العطاء إلى ما تستطيع. تناول الطّعام الصحي و قم بالتّمارين الرياضية، زر الطّبيب للاطمئنان على صحّتك العامّة، وإن شعرت بألم فزره فوراً. تعاون مع الجميع، الجيران، الأقارب، والأصدقاء، فيد الله مع الجماعة. لا تنسى الصّلاة والعبادات والذكر اليومي، وحافظ عليهما فهما سر الحياة. اترك نفسك مع الطبيعة وتأمل في خلق الله، علَّ نفسك تهتدي وتستريح. صادق النّاس من جميع الأعمار، فمن الأطفال تدرك البراءة، ومن كبار السن تأخذ الحكمة، ومن الشباب تستفيد من التجربة. احرص على وقتك ونظّمه، فكلّما كان منظماً ومخصّصاً، كلّما اتّسع. كن متفائلاً، مبتسماً، مشرقاً إذا أقبلت على أحدهم. لا تجادل بما لا يفيد ولا توقع نفسك بملهيات الحياة، أعطِ نفسك حقّها من الرّاحة ولكن ليس بشكل يطغو عليها بالكامل. إذا تحدّثت تحدث ببطء، وكن واضحاً، استخدم الإيماءات، وحركات الأيدي، وإذا استمعت أنصت جيداً. والحياة مدرسة، سوف تقود دفتها أنت، وتحدّد وجهتها المقبلة بنفسك، وبخياراتك، كي ترسو على بر الأمان، فواجه الأمواج بصبر طويل، فبعد الإبحار شاطئ ينتظرك .
- التعليقات ومناقشات المبدعون (0) :