مقال: غزوه احد |  غزوات الرسول

مقال: غزوه احد | غزوات الرسول


قراءة منشورات في مدوّنة غزوات الرسول ، غزوه احد : ..

غزوه احد:

 

 

غزوة أحد زمنها في منتصف شوال من السنة الثالثة للهجرة مكانها سفح جبل أحد الذي يقع في الشمال من المدينة .
لم تهدأ قريش ولم ترتح بعد هزيمتها في بدر . لأن الهزيمة التي لحقت بهم في بدر كانت قاسية جدا عليهم ، وعقدوا العزم على الانتقام من محمد وأصحابه ، وأقسم أبو سفيان ألا يترك الماء يمس جسده ما لم يثأر لأهله الذين قضى عليهم أبطال الإسلام في بدر، وتمكن في خلال عام أن يجمع من قريش وحلفائها من ثقيف وقبائل كنانة وأهل تهامة و الأحابيش ( أي غير العرب الذين تحبشوا أي تجمعوا ) حوالي ثلاثة آلاف مقاتل بينهم سبعمائة دارع ومائتي فرس وثلاثة آلاف بعير . وخرج معهم سبع عشرة امرأة تقودهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان ، ومعهن الدفوف والطبول لتحريض الرجال على القتال والثأر لقتلى بدر

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم المشركين إليهم فاستشار أصحابه ، فقال الشيوخ : نقاتل هنا ، وقال الرجال : نخرج للقائهم . فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي الرجال . لبس النبي صلى الله عليه وسلم حربته وخرج يريد لقاء المشركين ، فخرج من المدينة ألف رجل ، انسحب عبد الله بن أبي المنافق بثلث الجيش قائلا : ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟

عسكر المسلمون عند جبل أحد ، ووضع الرسول عليه الصلاة والسلام خطة محكمة ، وهي أنه وضع خمسين رجلا على الجبل قادهم عبد الله بن جبير ، وأمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم التحرك سواء في الفوز أو الخسارة .

وبدأت المعركة ، وقاتل حمزة بن عبد المطلب قتال الأبطال الموحشين ، وكاد جبير بن مطعم قد وعد غلامه وحشيا أن يعتقه إن هو قتل حمزة . يقول وحشي :

خرجت أنظر حمزة أتربصه حتى رأيته كأنه الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ، فهززت حربتي ، حتى إذا رضيت عنها دفعتها إليه فوقعت في أحشائه حتى خرجت من بين رجليه ، وتركته وإياها حتى مات . لقد كان استشهاد حمزة نكبة عظيمة على المسلمين ، إلا إنهم قاوموا وصمدوا أمام قتال المشركين . ولقد قاتل مصعب بن عمير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل ، وراح قاتله يجري إلى قومه يخبرهم أنه قتل محمدا. وراحت قريش تجر أذيال الهزيمة ثانية ، حيث أن اللواء قد سقط على الأرض تطأه الأقدام .

رأى الرماة من فوق الجبل هزيمة المشركين ، وقال بعضهم : ما لنا في الوقوف حاجة . ونسوا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ، فذكرهم قائدهم بها ، فلم يكترثوا بمقولته ، وسارعوا إلى جمع الغنائم . لاحظ خالد بن الوليد نزول الرماة ، فانطلق مع بعض المشركين والتفوا حول الجبل ، وفاجئوا المسلمين من الخلف ، فانبهر المسلمون وهرعوا مسرعين هاربين . وارتفعت راية المشركين مرة أخرى ، فلما رآها الجيش عاودوا هجومهم . ولقد رمى أحد المشركين حجرا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكسرت رباعية الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما أنه وقع في حفرة كان أبو عامر الراهب قد حفرها ثم غطاها بالقش والتراب ، فشج رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذ يمسح الدم قائلا : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم !

نادى الرسول في أصحابه قائلا : هلموا إلي عباد الله .. هلموا إلي عباد الله . فاجتمع ثلاثون من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمع جيشه ونظمه ، ولحق بالمشركين ليقلب نصرهم هزيمة وفرحهم عزاء . فلما ابتعدوا أكثر فأكثر .. تركهم وعاد للمدينة .
اضغط هنا للاشتراك بتطبيق كل يوم حكمة


وأيقن أبو سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل في المعركة فنادى المسلمين (( يوم بيوم ، والموعد العام المقبل ببدر )) فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقول : (( نعم هو بيننا وبينكم موعد )) . وهكذا توقف القتال ، وانسحب المشركون من المعركة مكتفين بهذا النصر المؤقت بعد أن قتل منهم ثلاثة وعشرين رجلا فقط ، وقد مثلت قريش بقتلى المسلمين بطريقة وحشية فيها جدع الأنوف وقطع الآذان وبقر البطون . وكانت ذروة الانتقام ما أقدمت به هند بنت عتبة والتي اندفعت في حقد وكراهية ، وبقرت بطن حمزة بن عبد المطلب ، وقيل أن وحشي بقر بطنه ، و أخرجت كبده تلوكها بأسنانها ولفظتها . وأسفرت موقعة أحد عن هزيمة مؤقتة للمسلمين الذين عادوا إلى المدينة بعد أن فقدوا اكثر من سبعين شهيدا دفنوا في أرض المعركة ، منهم حمزة بن عبد المطلب ،عبد الله بن جحش، مصعب بن عمير، أوس بن منذر ، اياس بن اوس ، سعد بن الربيع ، وغيرهم من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم جميعا . وفي طريق العودة ، وعند الروحاء على بعد 70 كلم ، أدرك المشركون الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه ، فقد كان يتوجب عليهم قطف ثمرة الانتصار بالقضاء نهائيا على المسلمين ، لذلك قرروا العودة واخذ المسلمين على حين غرة وهم يبكون قتلاهم . لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد فطن لما يقومون به ، وكان أذكى منهم و أسرع ففي اليوم التالي عمد إلى تظاهرة عسكرية وصلت إلى بعد حوالي عشرة كيلومترات من المدينة فاوهم المشركين بخروجه للثأر من وقعة أحد . لذلك عدلوا عن قرارهم وعادوا إلى مكة المكرمة بعد أن انتظرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ورجع إلى المدينة بعد أن رفع معنويات المسلمين . وقد استفاد المسلمون درسا من هذه الهزيمة فتعلموا أهمية طاعة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولن ينتصر أبدا من أراد ابتغاء عرض الدنيا . وبعد عام على الهزيمة خرج النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين ونزل بدر في شعبان /4 هـ / 626 م لملاقاة المشركين بقيادة أبي سفيان حسب الموعد بينهما . لكن أبا سفيان خاف وجبن بعد مسيرة يومين وتراجع بجيش فيه أكثر من ألفي رجل إلى مكة المكرمة فانتظرهم المسلمون ثمانية أيام ثم رجعوا إلى المدينة وقد ارتفعت معنوياتهم في بدر الثانية التي محت آثار هزيمة أحد

وهكذا ، أدركنا أن من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا يحسبن نفسه ناج من مصيره إلا إذا شمله الله برحمته التي وسعت كل شيء علما .


 


 

image

غزوة الخندق(الأحزاب)الدين الاسلامى

  • غزوات الرسول

...

1,722 قراءات
image

غزوة تبوكالدين الاسلامى

  • غزوات الرسول

...

1,323 قراءات
image

فتح مكةالدين الاسلامى

  • غزوات الرسول

...

1,324 قراءات
image

غزوه خيبرالدين الاسلامى

  • غزوات الرسول

...

1,505 قراءات
image

غزوه مؤتهالدين الاسلامى

  • غزوات الرسول

...

1,327 قراءات
المزيد ...
حكمة اليوم:

فيديوهات

مدوّنات التنمية الإيمانية:

مقالات و مدوّنات أخرى: