صورة توفيق الحكيم

Tawfiq al Hakim

الكاتب و الاديب

توفيق الحكيم

عدد الزيارات 9197 زيارة
السيرة الذاتية

توفيق الحكيم

 

توفيق الحكيم :

(9 أكتوبر 1898 - 26 يوليو 1987)ولد في الإسكندرية وتوفى في القاهرة. كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر توفيق الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء ،وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير لتوفيق الحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعى. 

سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي  وكان توفيق الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة الروح أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذي كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة . عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون.

عاصر الحربين العالميتين 1914 - 1939. وعاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل مصطفى صادق الرافعي وطه حسين والعقاد واحمد امين وسلامة موسى. وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيض ويوسف وهبى والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة يوليو 1939 - 1952. هذه المرحلة التي وصفها في مقال له بصحيفة أخبار اليوم بالعصر "الشكوكي"، وذلك نسبة محمود شكوكو.

 

 نشأته :

توفيق الحكيم في طفولته :

ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية عام 1897 لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء في قرية الدلنجات إحدى قرى مركز ايتاي البارود بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين لكنَ هناك من يقدم تاريخاً آخر لولادته وذلك حسب ما أورده الدكتور إسماعيل أدهم والدكتور إبراهيم ناجي في دراستهما عن توفيق الحكيم حيث أرَّخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية. كانت والدته سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي وكانت تقيم العوائق بين توفيق الحكيم وأهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي ، عندما بلغ السابعة من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية ، ثم انتقل إلى القاهرة، مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته. وفي هذه الفترة وقع في غرام جارة له، ولكن لم تكن النهاية لطيفة عليه. أتاح له هذا البعد عن عائلته نوعا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد في تردده على فرقة جورج أبيض ما يرضي ميوله الفنية للانجذاب إلى المسرح.

في عام 1919 مع الثورة المصرية شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة. إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه. حيث عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921. ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925، التحق توفيق الحكيم بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميا متدربا فترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوي نفوذ تمكن والده من الحصول على دعم أحد المسؤولين في إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في جامعتها قصد الحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق والعودة للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه (1925 - 1928)، وفي باريس، كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي .

وانصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والداه في سنة 1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، وعاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها . عاد سنة 1928 إلى مصر ليعمل وكيلا للنائب العام سنة 1930، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية. وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشاً للتحقيقات، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي. استقال في سنة 1944، ليعود ثانية إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية. وفي نفس السنة انتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب. عمل بعدها مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971 .

 

أسلوب كتابة الحكيم :

مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد‮ ‬يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو‮ ‬غموض‮.‬ وأصبح هذا الاتجاه هو الذي‮ ‬يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به‮. ‬ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة‮ ‬إيزيس‮ ‬التي‮ ‬استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي‮ ‬تنتظر من‮ ‬يوحدها ويجمع أبناءها علي‮ ‬هدف واحد‮.‬ و(عودة الروح‮) ‬هي الشرارة التي‮ ‬أوقدتها الثورة المصرية،‮ ‬وهو في هذه القصة‮ ‬يعمد إلي‮ ‬دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر،‮ ‬فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على‮ ‬نحو جديد،‮ ‬وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على‮ ‬الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على‮ ‬نحو‮ ‬يتميز بالبراعة والإتقان،‮ ‬ويكشف عن مهارة تمرس وحسن اختيار للقالب الفني الذي‮ ‬يصب فيه إبداعه،‮ ‬سواء في القصة أو المسرحية،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬تنوع مستويات الحوار لديه بما‮ ‬يناسب كل شخصية من شخصياته،‮ ‬ويتفق مع مستواها الفكري‮ ‬والاجتماعي؛ وهو ما‮ ‬يشهد بتمكنه ووعيه‮. ‬ويمتاز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي‮ ‬التصوير؛ فهو‮ ‬يصف في جمل قليلة ما قد لا‮ ‬يبلغه‮ ‬غيره في صفحات طوال،‮ ‬سواء كان ذلك في رواياته أو مسرحياته‮. ‬ويعتني الحكيم عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد،‮ ‬وحيوية تجسيد الحركة،‮ ‬ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين‮.

 

‬وقد مرت كتابات الحكيم بثلاث مراحل حتى‮ ‬بلغ‮ ‬مرحلة النضج،‮ ‬وهي‮:‬

المرحلة الأولى:

وهي التي شهدت الفترة الأولى من تجربته في الكتابة، وكانت عباراته فيها لا تزال قلقلة، واتسمت بشيء من الاضطراب حتى إنها لتبدو أحيانا مهلهلة فضفاضة إلى حد كبير، ومن ثم فقد لجأ فيها إلى اقتباس كثير من التعبيرات السائرة لأداء المعاني التي تجول في ذهنه، وهو ما جعل أسلوبه يشوبه القصور وعدم النضج. وفي هذه المرحلة كتب مسرحية أهل الكهف، وقصة عصفور من الشرق، وعودة الروح.

 

المرحلة الثانية :

حاول في هذه المرحلة العمل على‮ ‬مطاوعة الألفاظ للمعاني،‮ ‬وإيجاد التطابق بين المعاني في عالمها الذهني المجرد والألفاظ التي‮ ‬تعبر عنها من اللغة‮.‬ ويلاحظ عليها أنها تمت بشيء من التدرج،‮ ‬وسارت متنامية نحو التمكن من الأداة اللغوية والإمساك بناصية التعبير الجيد‮. ‬وهذه المرحلة تمثلها مسرحيات شهرزاد،‮ ‬والخروج من الجنة،‮ ‬ورصاصة في القلب،‮ ‬والزمار‮.‬

 

المرحلة الثالثة :

هي مرحلة تطور الكتابة الفنية عند الحكيم التي‮ ‬تعكس قدرته علي‮ ‬صوغ‮ ‬الأفكار والمعاني بصورة جيدة‮. ‬وخلال هذه المرحلة ظهرت مسرحياته‮: (‬سر المنتحرة‮)‬،‮ ‬و(نهر الجنون‮)‬،‮ ‬و(براكسا‮)،‮ ‬و(سلطان الظلام‮)‬. ‬

 

رائد المسرح الذهني :

وبالرغم من الإنتاج المسرحي‮ ‬الغزير للحكيم،‮ ‬الذي‮ ‬يجعله في مقدمة كتاب المسرح العربي وفي صدارة رواده،‮ ‬فإنه لم‮ ‬يكتب إلا عددًا قليلاً‮ ‬من المسرحيات التي‮ ‬يمكن تمثيلها علي‮ ‬خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور،‮ ‬وإنما كانت معظم مسرحياته من النوع الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يطلق عليه‮ (‬المسرح الذهني‮)‬،‮ ‬الذي كتب ليقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالما من الدلائل والرموز التي‮ ‬يمكن إسقاطها علي‮ ‬الواقع في سهولة ويسر؛ لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي‮.‬ وهو‮ ‬يحرص علي تأكيد تلك الحقيقة في العديد من كتاباته،‮ ‬ويفسر صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها علي‮ ‬خشبة المسرح؛ فيقول‮: (‬إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن،‮ ‬وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز‮.. ‬لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح،‮ ‬ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلي‮ ‬الناس‮ ‬غير المطبعة‮).‬

ولا ترجع أهمية توفيق الحكيم إلي‮ ‬كونه صاحب أول مسرحية عربية ناضجة بالمعيار النقدي الحديث فحسب،‮ ‬وهي مسرحية‮ (‬أهل الكهف)‬،‮ ‬وصاحب أول رواية بذلك المعنى المفهوم للرواية الحديثة وهي رواية‮ (عودة الروح‮)‬،‮ ‬اللتين نشرتا عام2391،‮ ‬وإنما ترجع أهميته أيضًا إلى‮ ‬كونه أول مؤلف إبداعي استلهم في أعماله المسرحية الروائية موضوعات مستمدة من التراث المصري‮.‬ وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة،‮ ‬سواء كانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية،‮ ‬كما أنه استمد أيضا شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر لأمته.

 

موقفه من الأحزاب والمرأة :

وبالرغم من ميول الحكيم الليبراليةووطنيته؛ فقد حرص علي‮ ‬استقلاله الفكري والفني،‮ ‬فلم‮ ‬يرتبط بأي حزب سياسي في حياته قبل الثورة؛ فلما قامت ثورة‮ ‬يوليو 1952،‮ ‬ارتبط بها وأيدها،‮ ‬ولكن في الوقت نفسه كان ناقدًا للجانب الديكتاتوري‮ ‬غير الديمقراطي الذي اتسمت به الثورة منذ بدايتها‮.‬ كما تبنى الحكيم عددًا من القضايا القومية والاجتماعية وحرص على ‬تأكيدها في كتاباته،‮ ‬فقد عنى ببناء الشخصية القومية،‮ ‬واهتم بتنمية الشعور الوطني،‮ ‬ونشر العدل الاجتماعي،‮ ‬وترسيخ الديمقراطية،‮ ‬وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة‮.‬ ومع ما أشيع عن توفيق الحكيم من عداوته للمرأة فإن كتاباته تشهد بعكس ذلك تمامًا فقد حظيت المرأة بنصيب وافر في أدب توفيق الحكيم،‮ ‬وتحدث عنها بكثير من الإجلال والاحترام الذي‮ ‬يقترب من التقديس‮.‬ والمرأة في أدب الحكيم تتميز بالايجابية والتفاعل،‮ ‬ولها تأثير واضح في الأحداث ودفع حركة الحياة،‮ ‬ويظهر ذلك بجلاء في مسرحياته شهرزاد،‮ ‬وايزيس،‮ ‬والأيدي الناعمة،‮ ‬وبجماليون،‮ ‬وقصة الرباط المقدس،‮ ‬وعصفور من الشرق،‮ ‬وعودة الروح‮.

اشتهر الحكيم في حياته بلقب «عدو المرأة» ويقول: السبب في هذا الاتهام -كما رواه لصلاح منتصر في كتابه «شهادة توفيق الحكيم الأخيرة» يرجع إلى السيدة هدى شعراوى بسبب مهاجمتى أسلوبها في تشكيل عقلية المرأة المصرية خاصة البنات، بأن حذرتهن من الاستمرار في حياة الجوارى وخدمة الرجال والأزواج في البيت لأنهن مساويات للرجل في كل شيء واشتكى لى بعض الأزواج من البنات والزوجات، اللاتى يفكرن بطريقة شعراوى فهمهمن لرقى المرأة وأنه استعلاء على الرجل وعدم الخدمة في البيت فكتبت في ذلك، ونصحت الزوجة الحديثة بأن تعرف على الأقل أن تهيئ الطعام لزوجها وأن أسهل صنف يمكن أن تطبخه له هو صينية البطاطس في الفرن.

وفى ١٩٤٦ تزوج الحكيم أثناء عمله في «أخبار اليوم»، وأنجبت له زوجته طفلين هما إسماعيل وزينب، ولم يخبر أحداً بأمر زواجه حتى علق مصطفى أمين قائلاً (نحن الصحفيين مهمتنا الحصول على الأخبار ونحصل عليها من السراى ولا نعرف بزواج الحكيم) ويكتب مصطفى أمين عن زواجه في مقال له بعنوان (عدو المرأة يتزوج بشروطه) وينقله لنا الدكتور أحمد سيد محمد في كتابه «توفيق الحكيم.. سيرته وأعماله» فيقول: إنه أخفى عليهم أمره ثم اعترف لهم بأنه تزوج من سيدة مطلقة لها ابنتان، وأن الزواج عقلى الغرض الأول منه تأسيس بيت يصلح لحياة فنان، الكتب فيه أهم من الفراش، والموسيقى فيه أكثر من الطعام!

الحكيم وعبد الناصر :
نزّله جمال عبد الناصر منزلة الأب الروحي لثورة 23 يوليو، بسبب عودة الروح التي أصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذي سيحيي الأمة من رقادها. ومنحه جمال عبد الناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام. ولم يذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر السلطان الحائر بين السيف والقانون في عام 1959، وبنك القلق عام 1966، حيث انتقد النظام الناصري ودافع عن الديمقراطية. ووصل الأمر أن عبد الناصر كان بستقبل الحكيم في أي وقت وبغير تحديد لموعد. وهو ما أكده الحكيم نفسه في جريدة الأهرام في 15 مارس 1965. بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وأثناء تأبين الزعيم سقط توفيق الحكيم مغمى عليه وهو يحاول تأبينه وبعد أن أفاق قال خطبة طويلة من ضمنها:
اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر. لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك. لأن كل بيت فيه قطعة منك. لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك   
إلا أن الحكيم في عام 1972 أصدر كتاب عودة الوعي مهاجما فيه جمال عبد الناصر بعنف.‏ ترتبت على عودة الوعي ضجة إعلامية، حيث اختزل الحكيم موقفه من التجربة الناصرية التي بدأت كما ذكر: يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 حتى يوم الأحد 23 يوليو 1973، واصفا هذه المرحلة بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقد الوعي، مرحلة لم تسمح بظهور رأي في العلن مخالف لرأي الزعيم المعبود. وأعلن في كتابه أنه أخطأ بمسيرته خلف الثورة بدون وعي قائلا:
العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي. أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل علي شعوره الطيب نحو عبد الناصر. أهو فقدان الوعي. أ‎هي حالة غريبة من التخدير.   
في فبراير 1972 كتب بيده بيان المثقفين المؤيدين لحركة الطلاب، ووقّعه معه وقتذاك نجيب محفوظ. وساءت بعدها علاقة الحكيم مع محمد أنور السادات حيث قال السادات وقتذاك "رجل عجوز استبد به الخرف، يكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، إنها محنة أن رجل رفعته مصر لمكانته الأدبية إلى مستوى القمة ينحدر إلى الحضيض في أواخر عمره". حاول بعدها محمد حسنين هيكل جمع الحكيم مع السادات ونجح بذلك بعد حريق مبنى الأوبرا.

معارك أدبية :
اشتهر توفيق الحكيم على مدى تاريخه الطويل بالعديد من المعارك الفكرية التي خاضها أمام ذوي الاتجاهات الفكرية المخالفة له؛ فقد خاض معركة في أربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر آنذاك، ومع مصطفى النحاس زعيم الوفد، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب "عودة الوعي"، وكانت آخر معارك الحكيم الفكرية وأخطرها حول الدين عندما نشر توفيق الحكيم على مدى أربعة أسابيع ابتداء من 1 مارس 1983 سلسلة من المقالات بجريدة الأهرام بعنوان "حديث مع وإلى الله".

آراء معاصريه من الكبار :
طه حسين أختلف الحكيم مع طه حسين في الأسلوب، إلا أنه أقر له بأنجازاته، حيث قال حسين: "إن الحكيم يفتح باباً جديداً في الأدب العربى هو باب الأدب المسرحى الذي لم يعرفه العرب من قبل في أي عصر من عصورهم. إلا أنه انتقده في مسرح العبث، وذلك في مسرحية الأيدي الناعمة والتي قام بدور البطولة فيها وقتها يوسف وهبي، فقد نقل عن طه حسين قوله: "إن (أخانا) توفيق يحاول أن يكون شخصاً آخر، فرنسياً يعيش في باريس، ولا علاقة له بالقاهرة ومصر واللغة العربية، إن مسرح العبث عند الحكيم ثقيل الدم، ولا يبعث على الضحك، واذا ضحكنا فعلى المؤلف وليس مع الممثلين!، إن في فرنسا شعراء عبثيبن ولكن دمهم أخف من ظلهم، أما توفيق الحكيم فهو ثقيل الدم والظل معا.

رد الحكيم على تعليق طه حسين قائلا :
طبعاً مش عاجبه كل اللي أنا قلته، أنا عارف هوه عاوز واحد يقول 2 + 2 = 4، يقولها بصوت هامس وبصوت عال ويلحنها محمد عبد الوهاب وتغنيها أم كلثوم، ولكن لا يوجد في الدنيا شيء بهذا الوضوح ولا هذا المنطق، بلاش الدنيا، ان الإنسان نفسه عقدة العقد وليس في السلوك الإنساني هذه البديهيات وليس ضرورياً.
محمد حسنين هيكل اشترك مع الحكيم في العمل في جريدة أخبار اليوم وقال عنه : أنا كنت مبهورا بالأديب والفنان وهو كان مبهوراً بالصحفي.
كما تعرض الحكيم لنقد لاذع من محمد لطفي جمعة، الذي يقول في مذكراته:
"إن جمود قريحة الأستاذ توفيق الحكيم أمر لا شك فيه، فإنه لم يبتكر شيءًا بل عاش علي إنتاج الأقدمين والجدد، مثال ذلك أنه انتحل قصة أهل الكهف كما وردت في القرآن وتاريخ جيبون وكتاب Looking Backward، ثم اتخذ اسم شهرزاد وصنع قصته وكتاب البخلاء وغيره وحياة الرسول ووضع كتابًا، وقصة تمثيلية فرنسية اخترع منها المنتحرة، ثم انتحل قصة نهر الجنون ونسبها لنفسه وهي بالإنجليزية في دائرة المعارف لتشامبرز قرأتها بنفسي.." .
وزير التعليم القباني انتقده بشدة قائلا لعبد الناصر: "إن الحكيم ليس إدارياً وإنه كسول وكونه أديباً مشهوراً ليس معناه أنه يصلح لإدارة دار الكتب. وطالب عبد الناصر بإقالته، إلا أن عبد الناصر قال: "لا أرضى للثورة أن تضع هذه النقطة في تاريخها فقدم القباني استقالته احتجاجا على تمسك عبد الناصر بالحكيم.

مناصب وجوائز تقديرية :
مناصب :

  • رئيس اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للفنون والآداب سنة 1966.
  • مقرر للجنة فحص جوائز الدولة التقديرية في الفنون.
  • نائب فخري بمجلس الأدباء.
  • رئيس للهيئة العالمية للمسرح
  • عضو في المجلس القومي للخدمات والشؤون الاجتماعية.
  • رئيس لمجلس إدارة نادي القصة.
  • رئيس للمركز المصري للهيئة العالمية للمسرح.
  • كاتب متفرغ بصحيفة الأهرام القاهرية.

جوائز :

  • قلادة الجمهورية عام 1957.
  • جائزة الدولة في الآداب عام 1960، ووسام الفنون من الدرجة الأولى.
  • قلادة النيل عام 1975.
  • الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975.
  • أطلق اسمه على فرقة (مسرح الحكيم) في عام 1964 حتى عام 1972
  • أطلق اسمه على مسرح محمد فريد اعتباراً من عام 1987.

 

مقولات ومنشورات لـ توفيق الحكيم:

حكم قصيرة:

المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.
توفيق الحكيم
من نطق فى غير خير فقد لغا، ومن نظر فى غير اعتبار فقد سها، ومن سكن فى غير فكر فقد لها.
توفيق الحكيم
إذا ظلمت من دونك فلا تأمن من عقاب من فوقك.
توفيق الحكيم
: ثلاثة أشياء لا يتم علم العالم إلا بها: قلب تقى، وفؤاد ذكى، وخلق رضى.
توفيق الحكيم

مقولات عن الكاريزما والجاذبية الشخصية :

المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.
توفيق الحكيم

مقولات عن الحياة:

الخيال هو ليل الحياة الجميل هو حصننا وملاذنا من قسوة النهار الطويل! إن عالم الواقع لا يكفي وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة.
توفيق الحكيم

اقوال و حكم عن العيون:

العين تستطيع أن تحيط، ولكن اللسان لا يستطيع أن يعبر
توفيق الحكيم

فيديوهات توفيق الحكيم

أشهر الفيديوهات:

مشاهير ادباء:

    المزيد

    تعرّف على الكاتبة الجزائرية ( الكاتبة الجزائرية )
    كاتبة وروائية جزائرية،

    أحلام مستغانمي

    أحلام مستغانمي

    الكاتبة الجزائرية
    المزيد

    تعرّف على الطبيب و الروائى الدكتور ( الطبيب و الروائى الدكتور )
    يوسف إدريس علي ، كاتب قصصي، مسرحي، وروائي مصري

     يوسف إدريس

    يوسف إدريس

    الطبيب و الروائى الدكتور
    المزيد

    تعرّف على روائي أمريكي وكاتب قصص قصيرة ( روائي أمريكي وكاتب قصص قصيرة )
    ولد في 4 يوليو 1804 وتوفي في 19 مايو 1864. ينتمي هوثورن إلى سلالة من المتطهرين الأمريكيين، ويتحدث في رواياته وقصصه القصيرة عن الحركة التطهرية في أمريكا. أشهر رواياته هي الحرف القرمزي.

    ناثانيال هاوثورن

    ناثانيال هاوثورن

    روائي أمريكي وكاتب قصص قصيرة
    المزيد

    تعرّف على الكاتب والساخر ( الكاتب والساخر )
    جورج برنارد شو (بالإنجليزية: George Bernard Shaw) (ولد 26 يوليو 1856 - توفي 2 نوفمبر 1950)، مؤلف أيرلندي شهير. ولد في دبلن، وانتقل إلى لندن حين أصبح في العشرينات. أول نجاحاته كانت في النقد الموسيقي والأدبي

    برنارد شو

    برنارد شو

    الكاتب والساخر
    المزيد

    تعرّف على الاديب السوداني ( الاديب السوداني )
    "عبقري الرواية العربية" كما جرى بعض النقاد على تسميته- أديب عربي من السودان، اسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد

    الطيب صالح

    الطيب صالح

    الاديب السوداني
    المزيد

    تعرّف على الفيلسوف الصيني ( الفيلسوف الصيني )
    لاو تزه أو لاو تسي فيلسوف صيني قديم وشخصية مهمة في الطاوية ولد 604 ق.م. تعني الكلمة السيد القديم وتعتبر لقب تفخيم. ومن ألقابه تايشانغ لاوجون وهو أحد الأنقياء الثلاثة في الطاوية

    لاو تزو

    لاو تزو

    الفيلسوف الصيني
    المزيد

    تعرّف على الفيلسوف الالماني ( الفيلسوف الالماني )
    لودفيغ أندرياس فويرباخ فيلسوف ألماني ولد في 28 يوليو 1804 في مدينة لاندسهوت بولاية بافاريا الألمانية وتوفي في رايخنبرغ في 13 سبتمبر 1872. في البداية كان تلميذا لهيغل ثم أصبح من أبرز معارضيه

    لودفيغ أندرياس فويرباخ

    لودفيغ أندرياس فويرباخ

    الفيلسوف الالماني
    المزيد

    تعرّف على الاديب و الشاعر المصري ( الاديب و الشاعر المصري )
    مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن حسن لطفي أديب وشاعر مصري نابغ في الإنشاء والأدب،

    مصطفي لطفي

    مصطفي لطفي

    الاديب و الشاعر المصري
    المزيد

    تعرّف على الكاتب والساخر والمؤرخ ( الكاتب والساخر والمؤرخ )
    توماس كارليل (بالإنجليزية: Thomas Carlyle، م. 4 ديسمبر 1795 - 5 فبراير 1881) كاتب إسكتلندي وناقد ساخر ومؤرخ. وكان لأعماله تأثيرا كبيرا بالعصر الفكتوري، وهو من عائلة كالفينية صارمة أملت أن يصبح واعظا إلا أنه فقد إيمانه بالمسيحية أثناء دراسته بجامعة إدنبرة ومع ذلك بقيت القيم الكالفينية تلازمه طوال حياته.

    توماس كارليل

    توماس كارليل

    الكاتب والساخر والمؤرخ
    المزيد

    تعرّف على الطبيب و الشاعر الدكتور ( الطبيب و الشاعر الدكتور )
    شاعر وطبيب مصري مؤسس مدرسة أبولو الشعرية التي ضمت شعراء الرومانسية في العصر الحديث. وكان يعمل وكيلا لكلية الطب، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبقي هناك حتى وفاته.

     أحمد زكي أبو شادي

    أحمد زكي أبو شادي

    الطبيب و الشاعر الدكتور
المزيد ...

تصنيفات: