Gabriel García Márquez |
||||||||||
روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي | ||||||||||
غابرييل غارثيا ماركيث |
||||||||||
عدد الزيارات | 1544 زيارة | |||||||||
السيرة الذاتية |
غابرييل غارثيا ماركيثسيرته الذاتية:طفولته وشبابه:
غلاف رواية الحب في زمن الكوليرا غابرييل غارثيا ماركيث هو ابن غابرييل إيليخيو ولويسا سانتياجا ماركيث إجواران، وُلد في أراكاتاكا، ماجدالينا في كولومبيا «في التاسعة من صباح يوم الأحد السادس من مارس 1927»، كما يشير الكاتب في مذكراته.[16][43][44] ورفض العقيد نيكولاس ريكاردو ماركيث ميخيا والد لويسا هذه العلاقة بين أبويه، ولذلك لأن غابرييل إيليخيو ماركيث عندما وصل إلى أراكاتاكا كان عامل تلغراف. ولم يراه العقيد نيكولاس الشخص المناسب لابنته، حيث كانت أمه عزباء، وهو نفسه ينتمي لحزب المحافظين الكولومبي، إضافة إلى اعترافه بكونه زير نساء.[16] ومع نية والدها بإبعادها عن والد ماركيث، أُرسلت لويسا خارج المدينة، فيما تودد إليها غابرييل إيليخيو بألحان الكمان الغرامية وببعض قصائد الحب وعدد من الرسائل التلغرافية التي لا تعد ولا تحصى. وأخيرًا استسلمت عائلة لويسا للأمر، وحصلت لويسا على تصريح بالزواج من غابرييل إيليخيو، في 11 يونيو 1926 في سانتا مارتا. وقد استوحى غارثيا ماركيث روايته الحب في زمن الكوليرا من هذه القصة والدراما التراجيدية الكوميدية.[16] قادة إضراب عمال مزارع الموز. وبعد ولادة غابرييل بوقت قليل، أصبح والده صيدلانيًا. وفي يناير من عام 1929، انتقل مع لويسا إلى بارانكويلا، تاركًا ابنه في رعاية جديه لأمه. وتأثر غابرييل كثيرًا بالعقيد ماركيث، الذي عاش معه خلال السنوات الأولى من حياته، حيث أنه قتل رجلًا في شبابه في مبارزة بينها، إضافة إلى أنه كان أبًا رسميًا لثلاثة من الأبناء، كان هناك تسعة من الأبناء غير الشرعيين من أمهات عدة. كان العقيد محاربًا ليبراليًا قديمًا في حرب الألف يوم، وشخصًا يحظى باحترام كبير بين أقرانه في الحزب، واشتُهر برفضه السكوت عن مذبحة إضراب عمال مزارع الموز،[45] الحدث الذي أدى إلى وفاة قرابة المئات من المزارعين على يد القوات المسلحة الكولومبية في 6 ديسمبر من عام 1928 خلال إضراب عمال مزارع الموز، والذي عكسه غابرييل في روايته مئة عام من العزلة.[16] وكان العقيد جد غابرييل، والذي لقبه هو نفسه بـ«أباليلو»، واصفًا إياه «بالحبل السري الذي يربط التاريخ بالواقع»، راويًا مخضرمًا، وقد علمه على سبيل المثال، الاستعانة الدائمة بالقاموس، وكان يأخذه للسيرك كل عام، وكان هو من عرف حفيده على معجزة على الجليد، التي كانت توجد في متجر شركة الفواكه المتحدة.[16] وكان دائمًا ما يقول له «لا يمكنك أن تتخيل كم يزن قتل شخص»، مشيرًا بذلك إلى أنه لم يكن هناك عبئًا أكبر من قتل شخص، وهو الدرس الذي اقحمه غارثيا ماركيث لاحقًا في رواياته.[16][25][46] وكانت جدته، ترانكيلينا أجواران كوتس، والتي أطلق عليها اسم الجدة مينا ووصفها بـ«امرأة الخيال والشعوذة» تملأ المنزل بقصص عن الأشباح والهواجس والطوالع والعلامات. وقد تأثر بها غابرييل غارثيا ماركيث كثيرًا مثلها مثل زوجها. إضافة إلى كونها مصدر الإلهام الأول والرئيسي للكاتب، حيث استمد منها روحها وطريقتها غير العادية في تعاملها مع الأشياء غير النمطية مثل قصها للحكايات الخيالية والفانتازية كما لو كانت أمرًا طبيعيًا تمامًا أو حقيقة دامغة. إضافة إلى أسلوبها القصصي، كانت الجدة مينا قد ألهمت حفيدها شخصية أورسولا إجواران، التي استخدمها لاحقا وبعد قرابة الثلاثين عامًا في روايته الأكثر شعبية مئة عام من العزلة.[47] وتوفي جده عام 1936 عندما كان عمر غابرييل ثمانية أعوام. وبعد إصابة جدته بالعمى، انتقل للعيش مع والديه في سوكر، بلدة في دائرة سوكر بكولومبيا، حيث كان يعمل والده بمجال الصيدلة. وتناول غارثيا ماركيث طفولته في سيرته الذاتية المسماة عشت لأروي عام 2002.[16] وعاد إلى أراكاتاكا عام ،2007 بعد غياب دام أربعة وعشرين عامًا، لحصوله على تكريم من الحكومة الكولومبية بعد إتمامه سن الثمانين وبعد مرور أربعين عامًا على نشر عمله الأول مئة عام من العزلة. تعليمه:
وقرر غابرييل ابتداء مسيرته التعليمية الأساسية بعد وصوله إلى سوكر بوقت قليل. وتم إرساله إلى مدرسة داخلية في بارانكويلا، ميناء عند مصب نهر ماجدالينا. واشتهر هناك كونه صبيًا خجولًا كان يكتب قصائدً ساخرة وكان يرسم رسومًا هزلية. ولقب بـ«العجوز» بين زملائه لكونه كان شخصًا جادًا وقليل الاهتمام بالأنشطة الرياضية.[46] خورخي إلييثير جايتان. اجتاز غارثيا ماركيث المراحل الأولى من الدراسة الثانوية في المدرسة اليسوعية سان خوسيه، التي تعرف حاليًا بمعهد سان خوسيه، منذ عام 1940، حيث نشر قصائده الأولى في المجلة المدرسية الشباب. وأكمل غارثيا دراسته في بوغاتا بفضل المنحة التي حصل عليها من الحكومة، واستقر من جديد في المدرسة الثانوية في بلدية ثيباكيرا، على بعد ساعة من العاصمة، حيث اختتم دراسته الثانوية. وبعد تخرجه عام 1947، انتقل غارثيا ماركيث إلى بوغاتا لدراسة القانون بجامعة كولومبيا الوطنية، حيث تلقى نوعًا خاصًا من القراءة. قرأ ماركيث رواية المسخ لفرانتس كافكا «في الترجمة المزيفة لخورخي لويس بورخيس»[48] والتي ألهمته كثيرًا. وكان متيمًا بفكرة الكتابة، ولكنها لم تكن بغرض تناول الأدب التقليدي، بينما على نمط مماثل لقصص جدته، «حيث تداخل الأحداث غير النمطية وغير العادية كما لو كانا مجرد جانب من جوانب الحياة اليومية». وبدأت حلمه يكبر في أن يكون كاتبًا. وبعدها بقليل نشر قصته الأولى الإذعان الثالث أول قصة لماركيث.[49][50] نشرت في صحيفة الإسبكتادور في 13 سبتمبر عام 1947. والقصة بها تأثيرًا من فرانتس كافكا.[51] على الرغم من شغفه للكتابة، إلا أن غارثيا ماركيث استمر في مسيرته في دراسة القانون عام 1948 إرضاءً لوالده. وأغلقت الجامعة أبوابها إلى أجل غير مسمى بعد أعمال الشغب الدامية التي اندلعت في 9 أبريل بسبب اغتيال الزعيم الشعبي خورخي إلييثير جايتان، الذي كافح من أجل العدالة الاجتماعية وإصلاح النظام المالي والأراضي في بلاده، على يد الأوليغارشية وإحراق مسكنه. انتقل غارثيا ماركيث إلى جامعة قرطاجنة، وبدأ في العمل كمراسل لصحيفة اليونيفرسال. وفي عام 1950، ترك مجال المحاماة ليتفرغ للصحافة، وعاد من جديد إلى بارانكويلا ليصبح كاتب عمود ومراسل لصحيفة إل هيرالدو. وبالرغم من أن غارثيا ماركيث لم ينهٍ دراساته العليا، إلا أن بعض الجامعات مثل جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك قد منحته الدكتوراه الفخرية في الآداب.[46] زواجه وعائلته:رودريجو ماركيث. وأثناء دراسته وعند زيارته لوالديه في سوكر تعرف ماركيث على ميرثيديس بارشا ابنة أحد الصيادلة في حفلٍ راقصٍ للطلاب وقرر وقتئذٍ أن يتزوجها بعد الانتهاء من دارسته.[46] عقد ماركيث قرانه على ميرثيديس «الزوجة التي ارتأى الزواج منها حين بلغ من العمر الثالثة عشر» في مارس عام 1958 في كنيسة سيدة المعونة الدائمة في بارانكويلا.[16][52] وصف أحد كتاب السير الذاتية ميرثيديس بأنها امرأة طويلة وجميلة ذات شعر بني ينسدل على كتفيها، وحفيدة أحد المهاجرين المصريين وهو ما يبدو جلياً في عظامها العريضة وعيونها الواسعة ذات اللون البني.[46] كان ماركيث يشير لها باستمرار وبفخر؛ وعندما تحدث عن صداقته مع فيدل كاسترو[38] قال: «فيدل يثق بميرثيديس أكثر حتى مما يثق بي».[24] ورزقوا بابنهم الأول رودريجو عام 1959 الذي سيصبح من بعد مخرجًا سينمائيًا. وعام 1961 انتقل ماركيث إلى نيويورك حيث عمل مراسلًا لوكالة برنسا لاتينا. ثم إلى المكسيك واستقر في العاصمة بعد تلقيه تهديدات وانتقادات من وكالة المخابرات المركزية ومن الكوبيين المنفيين، والذين لم يتناولهم محتوى تقاريره. وبعد ثلاث سنوات رزق بابنه التاني جونثالو الذي يعمل حاليًا مصممًا جرافيكًا في مدينة مكسيكو.[46] شهرته:
|
![]() |
منذ أكثر من عام، وقد خضعت لعلاج مكثف لسرطان الغدد الليمفاوية خلال ثلاثة أشهر، وقمت بتلقي العلاج الكيميائي في مستشفى في لوس أنجلوس، والذي كان بمثابة حجر عثرة في حياتي.[53][57][58] لقد خفضت علاقاتي مع أصدقائي بذلك الوقت إلى أدنى حد ممكن وقطعت الاتصالات الهاتفية وقمت بإلغاء رحلاتي وجميع إلتزاماتي المعلقة والمستقبلية حتى لا يفوتني الوقت وانتهي من كتابة المجلدات الثلاثة من مذكراتي عشت لأروي وكتابين من القصص القصيرة الذين قاربا على المنتصف. وبالفعل انغلقت على نفسي وعكفت على الكتابة كل يوم دون انقطاع من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر.[58] وخلال هذه الفترة، وبدون أي نوع من الأدوية، فقد قللت علاقتي مع الأطباء واكتفيت بالزيارات السنوية وإتباع نظام غذائي بسيط حتى أتجنب زيادة الوزن. وفي غضون ذلك، عدت إلى الصحافة وإلى متعتي المفضلة في سماع الموسيقى وكنت أقضي اليوم في القراءات المتراكمة عليّ.[57][58] |
![]() |
غابرييل غارثيا ماركيث مع الكاتب المكسيكي جوني ولش مؤلف قصيدة الدمية.
وفي المقابلة نفسها أشار غارثيا ماركيث إلى قصيدته التي تحمل عنوان الدمية، والتي نسبتها إليه صحيفة لا ريبوبليكا البيروفية والتي كانت بمثابة وداعٍ لموته الوشيك، نافيًا ذلك الخبر.[57] ونفى في الوقت ذاته أن يكون هو مؤلف هذه القصيدة وصرح بأن الكاتب الحقيقي هو كاتب مكسيكي شاب كتبها لدميته، مشيرًا في الوقت ذاته إلى المكسيكي جوني ولش.[59][60][61]
كتاب سيرة حياة غابرييل غارثيا ماركيث لجيرالد مارتن.[62]
وفي 2002 سافر جيرالد مارتن كاتب سيرة ماركيث الذاتية إلى مدينة المكسيك ليقابله، وكانت زوجته ميرثيديس تعاني من الرشح، فاضطر الكاتب إلى مقابلة مارتن في الفندق الذي يقيم فيه. ووفقًا لمارتن، فإن غابرييل غارثيا ماركيث لايبدو عليه المظهر النموذجي للشخص المصاب بالسرطان. حتى الآن لايزال يحتفظ بوزنه الرشيق وشعره القصير وهو على وشك الانتهاء من مذكراته عشت لأروي حتى ينشرها في العام ذاته.[46] وفي 2005 لم يكتب ماركيث ولو سطرًا واحدًا، وقال: «من خلال تجربتي فأنا أستطيع الكتابة دون أدنى مشاكل، لكن القراء سيدركون أن قلبي لم يكن معي لحظة الكتابة».[63]
وفي مايو من عام 2008، تم الإعلان عن انتهاء ماركيث من رواية جديدة باسم رواية الحب، وأنه بصدد نشرها بحلول نهاية العام ذاته.[64] ومع ذلك أدلت كارمن بالثييس بتصريح لصحيفة لا ترثيرا التشيلية بأن غارثيا ماركيث أصبح غير قادر على العطاء وأنه لن يكتب مرة أخرى.[63] إلا أن كريستوبال بيرا، رئيس تحرير راندوم هاوس موندادوري، ذكر أن غارثيا ماركيث بصدد الانتهاء من رواية جديدة بعنوان سوف نلتقي في أغسطس.[65]
وفي ديسمبر من عام 2008، أخبر غارثيا ماركيث معجبيه في معرض الكتاب في غوادالاخارا أن كتابته أصبحت بالية. وفي 2009 ونزولًا عن رغبته وردًا على ادعاءات وكيلة أعماله وكاتب سيرته الذاتية أن مسيرت الأدبية قد فنيت،[63] صرح ماركيث لصحيفة إلـ تيمبو الكولومبية «أنه ليس فقط ما يقولونه غير صحيح، ولكن أيضًا الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به هو الكتابة».[63][66]
وفي أوائل عام 2012 أشاع خايمي ماركيث أخو غابرييل أن غابرييل أصبح يعاني من الخرف وأشار إلى أن العلاج الكيميائي الذي تلقاه للعلاج من السرطان اللمفاوي قد يكون السبب في ذلك،[67] إلا أن فيديو تم بثه في مارس عام 2012 في احتفال ماركيث بعيد ميلاده كذب ذلك الأمر.[68]
في 3 أبريل 2014 أُدخل ماركيث مستشفى المعهد الوطني للعلوم الطبية والتغذية في ميكسيكو سيتي، وذكرت تقارير طبية أنه يعالج من مرض ذات الرئة.[69] توفي في 17 أبريل. وأعلن رئيس كولومبيا الحداد عليه
غابو عام 1984 مع قبعته على النسق الكولومبي.
ويليام فوكنر
فيرجينيا وولـف
بدأ غارثيا ماركيث مسيرته مع الصحافة عندما كان يدرس القانون في الجامعة. وفيما بين عامي 1948 و1949، كتب لصحيفة اليونيفرسال اليومية في قرطاجنة. ومن عام 1950 إلى عام 1952، كتب عمود مختلف في إل هيرالدو، الصحيفة المحلية في بارانكويلا تحت الاسم المستعار سبتيموس.[46] واكتسب غارثيا ماركيث خبرة من مساهماته في صحيفة إل هيرالدو. وخلال هذه الفترة، أصبح ماركيث عضوًا نشطًا في الجروب غير الرسمي للكتاب والصحفيين والمعروف باسم جروب بارانكويلا، وهي الجمعية التي كانت لها الدافع الأكبر والإلهام الذي صاحب ماركيث في مسيرته الأدبية. وعمل ماركيث مع بعض الشخصيات، من بينهم خوسيه فيلكس فوينمايور، وكاتب القصص القصيرة القطالوني رامون بينيس، وألفونسو فوينمايور والكاتب والصحفي الكولومبي ألبارو ثيبيددا ساموديو وخيرمان بارجاس والرسام الكولومبي- الإسباني أليخاندرو أوبريجون والفنان الكولومبي أورلاندو ريبيرا وخوليو ماريو سانتوس دومينجو.[56] واستخدم غارثيا ماركيث، على سبيل المثال، الحكيم القطالوني رامون بينيس، كصاحب مكتبة لبيع الكتب في مئة عام من العزلة. وفي ذلك الوقت، قرأ غارثيا ماركيث أعمال العديد من الكتاب مثل فيرجينيا وولـف وويليام فوكنر، والذين أثرا عليه في كتاباته وفي التقنيات السردية والموضوعات التاريخية مع استخدام بلديات المحافظات. وقدم محيط بارانكويلا لغارثيا ماركيث المناخ الأدبي المناسب للتعلم على المستوى العالمي ووجهة نظر فريدة عن ثقافة منطقة البحر الكاريبي. وعن مسيرته في الصحافة، ذكر ماركيث أن ذلك كانت بمثابة «وسيلة لعدم افتقاده الاتصال مع الواقع».[55]
وبناءً على طلب من الروائي والشاعر الكولومبي ألبارو موتيس عام 1954، عاد غارثيا ماركيث إلى بوغوتا للعمل كمراسل وناقد سينمائي في صحيفة الإسبكتادور. وبعدها بعام، نشر غارثيا ماركيث قصة بحّار غريق في نفس الصحيفة، وهي سلسلة وقائع تاريخية من أربعة عشر جزء عن غرق المدمرة أيه. أر. سي. كالداس، قصة حقيقية لسفينة كولومبية غرقت بسبب إفراط في التحميل والوزن، وذلك استنادًا إلى مقابلات عدة مع لويس أليخاندرو بيلاسكو، بحّار شاب نجا من الغرق. وأدى نشر هذه المقالات إلى حدوث جدل عام على الصعيد الوطني، حيث أنه في المنشور الأخير تم الكشف عن التاريخ الخفي، والذي أدى إلى التشكيك في الرواية الرسمية للأحداث التي أرجعت سبب غرق السفينة إلى عاصفة.[16] ونتيجة لهذه الجدل، تم إرسال غارثيا ماركيث إلى باريس ليكون مراسلًا أجنبيًا لصحيفة الإسبكتادور. وبعدها قام ماركيث بكتابة تجربته في صحيفة الإندبندنت، صحيفة حلت محل الإسبكتادور لفترة وجيزة، خلال فترة الحكومة العسكرية للجنرال غوستابو روخاس بينيا، والتي أغلقت بعد ذلك من قبل السلطات الكولومبية. وفي وقت لاحق، وبعد انتصار الثورة الكوبية عام 1960، سافر غارثيا ماركيث إلى هافانا، حيث عمل في وكالة الأنباء برنسا لاتينا، التي أنشأتها الحكومة الكوبية وهناك كون صداقة مع تشي جيفارا.
وفي عام 1974، قام غابرييل غارثيا ماركيث جنبًا إلى جنب مع عدد من المثقفين والصحفيين اليساريين بتأسيس مجلة ألتراناتيبا والتي استمرت حتى عام 1980، وشكلت علامة فارقة في تاريخ صحافة المعارضة في كولومبيا. وبمناسبة صدور العدد الأول، كتب غابو مقالًا حصريًا عن تفجير قصر لامونيدا في سانتياغو، عاصمة تشيلي، وهو بدوره ما أدى إلى نفاذ الكمية بأكملها. وبعد ذلك، أصبح هو الشخص الوحيد التي كان يوقع على المقالات.[70]
وفي عام 1994، قام غابرييل غارثيا ماركيث برفقة أخيه خايمي غارثيا ماركيث وخايمي أبييو بانفي بتأسيس مؤسسة الصحافة الإيبروأمريكية الجديدة FNPI، والتي كانت تهدف إلى مساعدة الصحفيين الشباب للتعلم على يد أساتذة مثل ألما جييرموبريتو وجون لي أندرسون. وبالمثل دفعهم نحو الطرق الجديدة للكتابة الصحفية. ويقع المركز الرئيسي للمؤسسة في قرطاجنة، ولا يزال غارثيا ماركيث يرأسها حتى الآن.[71]
غلاف رواية وقائع موت معلن.
نشر غارثيا ماركيث قصته الأولى الإذعان الثالث في صحيفة الإسبكتادور بتاريخ 13 سبتمبر عام 1947. وبعدها بعام، بدأ عمله في الصحافة في نفس الصحيفة. وكانت باكورة أعماله مجموعة قصصية قام بنشرها في الصحيفة نفسها فيما بين عامي 1947 و1952. وخلال هذه الفترة، قام بنشر خمسة عشر قصة قصيرة.[56]
وأراد غارثيا ماركيث أن يكون صحفيًا وفي الوقت ذاته روائي. وبالمثل أراد خلق مجتمع أكثر عدالة.[56] وبحث ماركيث لعدة سنوات عن ناشر لروايته الأولي الأوراق الذابلة، إلى أن نشرها عام 1955.[72] وعلى الرغم من أن الرواية لاقت نقدًا واسعًا، إلا أن عددًا كبيرًا من الطبعات ظل بالمخازن، ولم يحصل الكاتب وقتها على أي شيء «ولا حتى قرش كإتاوة على سبيل المثال».[16] وأشار غارثيا ماركيث إلى أنه «من بين كل ما كتبه، تظل الأوراق الذابلة هي المفضلة لأنها تعتبر من أكثر الأعمال صدقًا وتلقائية».[56]
كثيرًا ما يعتبر ماركيث من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، والعديد من كتاباته تحوي عناصر شديدة الترابط بذلك الأسلوب، ولكن كتاباته كانت متنوعة، بحيث يصعب تصنيفها ككل بأنها من ذلك الأسلوب. وتصنف الكثير من أعماله على أنها أدب خيالي أو غير خيالي وخصوصًا عمله المسمى وقائع موت معلن عام 1981،[73] التي تحكي قصة ثأر مسجلة في الصحف عبر لسان صحفي مزيف عن قضية قتل سانتياغو نصار على يد اثنان من إخوة بيكاريو. ونشر رواية الحب في زمن الكوليرا للمرة الأولى عام 1985. وهي قصة حب ببن الزوجين فيمينا داثا وفلورينتينو أريثا. وهي قصة مستوحاة من قصة الحب بين والديه منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين.[16] وذكر ماركيث في أحد المقابلات أن الفرق بين القصتين هو أن والديه تزوجا، وبعدها لم يصبحا شخصيات أدبية مألوفة للكتّاب.[53] يستند الحب بين كبار السن على قصة قرأها في إحدى الصحف عن وفاة اثنين من الأمريكان، عن عمر قارب الثمانين عامًا، والذين كانا يجتمعان كل عام في أكابولكو. حتى قُتلا ذات يوم على ظهر قارب على يد أحد المراكبية. وأشار غارثيا ماركيث: «تم الكشف عن قصة الحب الرومانسية بينهما بعد وفاتهما. كنت حقًا مفتونًا بهذه القصة. بالرغم من كون كل شخص منهم متزوج بشخص آخر».[53]
غلاف روايةمئة عام من العزلة.
وتأخر غابرييل غارثيا ماركيث قرابة الثمانية عشر شهرًا حتى كتابة روايته الأكثر شهرة مئة عام من العزلة.[56] وفي يوم الثلاثاء الموافق لـ 30 مايو من عام 1967، خرجت للنور الطبعة الأولى من روايته في منافذ البيع في بوينس آيرس ومن أشهر رواياته مئة عام من العزلة. وبعدها بثلاثة عقود، وبعد ترجمة الرواية إلى سبعة وثلاثين لغة، بِيع منها أكثر من 25 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم. «وكانت حقًا هذه الرواية بمثابة القنبلة التي أحدثت انفجارًا في العالم منذ صدورها في اليوم الأول. وصدر الكتاب في منافذ البيع دون أي حملات ترويجية، وفي أسبوع واحد، بِيعت ثمانية آلاف نسخة. وسرعان ما أصبحت ممثلة تيار الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية».[74][75] وأثرت رواية مئة من العزلة في معظم الروائيين الرئيسيين على مستوى العالم. وتتناول الرواية أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى ماكوندو، والتي أسسها خوسيه أركاديو بوينديا، والذين كانوا يسمون الكثير من أبنائهم في الرواية بهذا الاسلوب
غلاف الجنرال في متاهته.
وقد كتب أيضا سيرة سيمون بوليفار في رواية الجنرال في متاهته.[76] هي رواية ذات طابع تاريخي حيث توثق الأيام الأخيرة من حياة الجنرال سيمون بوليفار، الذي يعتبر واحدًا من الزعماء الذين شاركوا في حركة الاستقلال السياسي لدول أمريكا الجنوبية في الربع الأول من القرن التاسع عشر. ونشرت عام 1989، وتدور القصة حول الفترة الأخيرة من حياة بوليفار: رحلة المنفى من بوغوتا إلى الساحل الكاريبي لكولومبيا في محاولة لمغادرة أمريكا والذهاب إلى منفاه في أوروبا.
ومن أعماله الأخرى يظهر خريف البطريرك عام 1975[77]، ورائحة الجوافة عام 1982 وليس للكولونيل من يكاتبه عام 1961. وكتب أيضًا اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة، وهو كتاب يضم 12 قصة كتبت قبل ثمانية عشر عامًا. وقد ظهرت من قبل كمقالات صحفية وسيناريوهات سينمائية. كما أصدر مذكراته بكتاب بعنوان عشت لأروي، والتي تتناول حياته حتى عام 1955. فيما تتحدث روايته ذكرى عاهراتي الحزينات عن ذكريات رجل مسن ومغامراته العاطفية.
وفي عام 2002، قدم غارثيا ماركيث الجزء الأول من سيرته الذاتية المكونة من ثلاثة أجزاء، وحقق الكتاب مبيعات ضخمة في عالم الكتب الإسبانية. وأعلن الكاتب عنه على النحو التالي:
![]() |
أبدأ كلامي بحديثي عن أجدادي لأمي وحب والدي ووالدتي لي في بدايات القرن العشرين حتى عام 1955، حتى نشرت قصة الأوراق الذابلة وسافرت إلى أوروبا كمراسل أجنبي لصحيفة الإسبكتادور. وسيستمر المجلد الثاني حتى نشر مئة عام من العزلة، بعد حوالي عشرين عامًا. فيما سيقدم المجلد الثالث شكلًا مختلفًا، وسوف يتناول فقط ذكرياتي عن علاقاتي الشخصية مع ستة أو سبعة رؤساء دول مختلفين.[57] |
![]() |
فيما نُشرت الترجمة الإنجليزية لهذه السيرة أعيش لأروي على يد إيدث جروسمان عام 2003، وكانت من الكتب الأكثر مبيعًا. وفي 10 سبتمبر عام 2004، أعلنت صحيفة إلـ تيمبو عن نشر رواية جديدة في أكتوبر تحت عنوان ذكرى عاهراتي الحزينات. وتتناول إحدى قصص الحب، وكان من المقرر أن يتم طرح قرابة مليون نسخة كطبعة أولى. وقد سبب نشر هذا الكتاب جدلًا كبيرًا في إيران، حيث تم حظر بيعه بعد طباعة وبيع أكثر من خمسة ألاف نسخة. فيما هددت منظمة غير حكومية في المكسيك بمقاضاة الكاتب المدافع عن دعارة الأطفال.[78]
غلاف رواية عن الحب وشياطين أخرى.
غلاف رواية ليس للكولونيل من يكاتبه.
هناك بعض الجوانب التي يمكن للقراء أن يجدوها عند قراءتهم لأعمال غارثيا ماركيث مثل الدعابة. ولكن في الوقت ذاته، فإنه ليس هناك أسلوبًا واضحًا ومحدد سلفًا لأعمال الكاتب. وفي هذا الصدد، أشار غارثيا ماركيث في مقابلة أجراها مع مارليس سيمون:
![]() |
أسعى أن أتخذ مسارًا مختلفًا في كل كتاب [...]. الكاتب لا يختار أسلوبًا.. بإمكان أي شخص أن يكتشف الأسلوب المناسب لكل موضوع. وكما أشارت، فإن الأسلوب يتم تحديده بناءً على موضوع العمل. وفي حالة المحاولة في استخدام أسلوب آخر غير مناسب، ستظهر نتيجته مغايرة. وبالتالي، فإن النقاد يبنون نظرياتهم استنادًا إلى ذلك، ويكتشفون أشياءً لم تكن موجودة بالأساس. فقط أتجاوب مع أسلوب حياتنا، الحياة في منطقة البحر الكاريبي.[79] |
![]() |
أنتيجون
جانب من تراجيديا أوديب ملكًا.
واشتهر غارثيا ماركيث بتركه العنان للقارىء أيضًا ليكون له دورًا هاما ويشاركه في بعض الأفكار والتفاصيل الهامة للعمل الأدبي. وعلى سبيل المثال، فإن الكاتب لم يعطِ اسمًا لأحد الشخصيات الرئيسية في روايته ليس للكولونيل من يكاتبه. وهي تقنية مستمدة من التراجيديا الأغريقية مثل أنتيجون وأوديب ملكا، حيث تتطور بعض الأحداث الهامة خارج نطاق العرض، حيث يُفسح المجال لمخيلة الجمهور.[47]
تتناول معظم أعمال غارثيا ماركيث موضوع العزلة. ولاحظ بيلايو أن «الحب في زمن الكوليرا، مثلها مثل غيرها من أعمال غابرييل غارثيا ماركيث تكشف عن وحدة الإنسان والجنس البشري.. صورة معبرة من خلال الشعور بالوحدة في الحب والوقوع في الحب».[80]
وسأله بلينيو أبوليو ميندوثا: «إن كانت العزلة هي المحور الرئيسي في كل أعمالك، من أين ينبغي علينا ان نبحث عن جذور الأمر؟ في طفولتك ربما؟». فيما أجابه غارثيا ماركيث: «أعتقد أنها مشكلة في العالم بأثره. كل فرد لديه تكونيه الخاص ووسيلته للتعبير عن نفسه. هذا الشعور يعم أعمال الكثير من الكتاب، إلا أن البعض منهم يمكنه التعبير عنه دون وعي».[25]
وفي خطاب قبوله لجائزة نوبل، «العزلة في أمريكا اللاتينية»، أشار غارثيا ماركيث إلى أن موضوع العزلة مرتبط بأمريكا اللاتينية: «تفسير واقعنا من أنماط عدة، وليس من خلالنا نحن، يجعلنا فقط نشعر في كل مرة وكأننا غرباء عن عالمنا، ونصبح أقل حرية وأكثر وحدة في كل مرة».
تعرّف على الفليسوف والكاتب والعالم والمؤرخ ( الفليسوف والكاتب والعالم والمؤرخ )
برتراند أرثر ويليام راسل ((بالإنجليزية: Bertrand Russell)، م. 18 مايو 1872 - و. 2 فبراير 1970) إيرل راسل الثالث، فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني. وفي مراحل مختلفة من حياته كان راسل ليبراليا واشتراكيا وداعية سلام
تعرّف على كاتبة ومؤلفة أمريكية ( كاتبة ومؤلفة أمريكية )
الكاتبة روزالي ماجيو مؤلفة كتاب فن الحوار والحديث إلى أيّ شخص، وهي كاتبة ومؤلفة أمريكية تعيش في ولاية تكساس بالولايات المتحدة، لها العديد من الكتب والمؤلفات الشهيرة فيما يتعلق بالتواصل مع الآخرين وتنمية مهارات الإتصال، وتحسين سبل التواصل الفعال في العلاقات الشخصية وعلاقات الأعمال
تعرّف على الاديب السوداني ( الاديب السوداني )
"عبقري الرواية العربية" كما جرى بعض النقاد على تسميته- أديب عربي من السودان، اسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد
تعرّف على الروائى و الكاتب و الاديب ( الروائى و الكاتب و الاديب )
نجيب محفوظ روائي مصري، هو أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب. ولد في 11 ديسمبر 1911، وتوفي في 30 أغسطس 2006. كتب نجيب محفوظ منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى 2004. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها ثيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم. من أشهر أعماله الثلاثية وأولاد حارتنا التي منعت من النشر في مصر..
تعرّف على الكاتبة الجزائرية ( الكاتبة الجزائرية )
كاتبة وروائية جزائرية،
تعرّف على المؤلف والكاتب الاسكتلندى ( المؤلف والكاتب الاسكتلندى )
روبرت لويس بلفور ستيفنسون (13 نوفمبر 1850 - 3 ديسمبر 1894)روائيء وشاعر وكاتب مقالات وكاتب أسكتلندي وتخصص في أدب الرحلات. وقد لاقى ستيفنسون إعجابا كبيرا من الكثير من الكتاب، مثل خورخي لويس بورخيس وإيرنست هيمنجواي ورديارد كيبلينج وفلاديمير نابكوف وجى كاي تشسترتون، الذي قال عنه إنه كان ينتقي الكلمة المناسبة..
تعرّف على ( )
هو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي المعروف بابن الوردي. ولد في معرة النعمان سنة 691 هـ / 1292 م وتوفي بالطاعون في حلب في سنة 749 هـ / 1349 م. هو فقيه وأديب وشاعر وقد درس في حماة ودمشق وحلب وقام في المجال الديني مقام قاضيها محمد بن النقيب عندما توفي ابن النقيب.
تعرّف على الفيلسوف الامريكي ( الفيلسوف الامريكي )
شارل ساندز پيرس سيميائياتي وفيلسوف أمريكي. يعدّ مؤسس الفعلانية أو العملانية مع وليم جيمس. كما يعتبر، إلى جانب فرديناند دي سوسير، أحد مؤسسي السيميائيات المعاصرة.
تعرّف على كاتب مقالات ( كاتب مقالات )
ولد في 19 أبريل 1885 في سانت لويس في الولايات المتحدة، وتوفي في 1950.
تعرّف على كاتب أمريكي ساخر ( كاتب أمريكي ساخر )
(30 نوفمبر 1835 ـ 21 أبريل 1910)عرف برواياته مغامرات هكلبيري فين (1884) التي وصفت بأنها "الرواية الأمريكية العظيمة" ومغامرات توم سوير (1876). وقد نقلت عنه الكثير من الأقوال المأثورة والساخرة، وكان صديقا للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، ووصف بعد وفاته بأنه "أعظم..
- التعليقات ومناقشات المبدعون (0) :