صورة تشارلز داروين

Charles Robert Darwin

عالم تاريخ طبيعي وجيولوجي بريطاني

تشارلز داروين

عدد الزيارات 1673 زيارة
السيرة الذاتية

تشارلز داروين

اكتسب داروين شهرته كمؤسس لنظرية التطور والتي تنص على أن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة ،[6] وقام باقتراح نظرية تتضمن أن هذه الأنماط المتفرعة من عملية التطور ناتجة لعملية وصفها بالانتقاء (الانتخاب) الطبيعي، وكذلك الصراع من أجل البقاء له نفس تأثير الاختيار الصناعي المساهم في التكاثر الانتقائي للكائنات الحية.[7] ومن خلال ملاحظاته للأحياء قام داروين بدراسة التحول في الكائنات الحية عن طريق الطفرات وطوّر نظريته الشهيرة في الانتخاب الطبيعي عام 1838 م. ومع إداركه لردّة الفعل التي يمكن أن تحدثها هذه النظرية، لم يصرّح داروين بنظريته في البداية إلا إلى أصدقائه المقربين في حين تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة على الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته. وفي عام 1858 م بلغ داروين أن هنالك رجل آخر، وهو ألفريد رسل ووليس، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته مما أجبر داروين على نشر نتائج بحثه.

يعد داروين من أشهر علماء علم الأحياء. ألف عدة كتب في ما يخص هذا الميدان لكن نظريته الشهيرة واجهت انتقاد كبير وخصوصاً من طرف رجال الدين في جميع أنحاء العالم، دارون نفسه ظل حائراً في ما عرف بما سماه الحلقة المفقودة، التي تتوسط الانتقال من طبيعة القردة للإنسان الحديث. في عام 1859 م، قام داروين بنشر نظرية التطور مع أدلة دامغة في كتاب (أصل الأنواع) متغلباً على الرفض الذي تلقاه مسبقاً من المجتمع العلمي على نظرية تحول المخلوقات.[8][9] في 1870 م، تقبل المجتمع العلمي والمجتمع عامة نظرية التطور كحقيقة.مع ذلك كان الكثير يفضلون التفسيرات الأخرى، واستمر ذلك حتى نشوء التوليفة التطويرية الحديثة، (1930 م - 1950 م) حيث أصبح هناك إجماع واسع على أن الاستمرار الطبيعي كان المحرك الأساسي للتطور.[10][11] وبصياغة أخرى فإن اكتشاف داروين العلمي هو نظرية موحدة لكل علوم الأحياء وموضحة للتنوع فيها.[12][13]

قاده اهتمامه المبكر بالطبيعة إلى إهمال تعليمه الطبي في جامعة أدنبرة؛ فبدلاً من دراسة الطب قام بالمساعدة بالدراسات التي تجريها جامعة كامبريج بالتحقيق عن اللافقريات البحرية. وهذا عزز حبه للعلوم الطبيعية[14] وجعلته رحلته على (سفينة بيجل التابعة للملكية البريطانية HMS Beagle) ذات الـخمس سنوات عالم جيولوجيا بارز حيث دعمت ملاحظاته ونظرياته أفكار العالم تشارليز ليل (Charles Lyell)وكذلك نشره لمذكرات رحلته جعل منه كاتباً مشهوراً.[15] كان مأخوذاً بالتوزيع الجغرافي للحياة البرية والأحافير التي جمعها أثناء رحلته. وفي عام 1838 م، بدأ داروين بتحقيقات دقيقة رسخت نظريته في الانتقاء الطبيعي.[15] وعلى الرغم من مناقشة أفكاره مع العديد من علماء الطبيعة، إلا أنه احتاج إلى مزيد من الوقت ليقوم ببحث مستفيض، وكان لعمله الجيولوجي الأولوية[16].

في عام 1859 م، عندما كان يكتب نظريته قام العالم ألفريد راسيل والس (Alfred Russel Wallace) بإرسال مقالاً إليه شارحاً به نفس الفكرة مما دفعهم لنشر منشور مشترك يضم كلا النظريتين[17] نظرية داروين عن أصل التطور قامت بالشرح والتفسير العلمي للتنوع في الطبيعة.[10] في عام 1871 م، دَرسَ تطور الإنسان والانتقاء الجنسي في كتاب (علاقة أصل الإنسان والاختيار بالجنس)، يتبعه بـ (التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان). وقد نَشرت أبحاثه عن النباتات في سلسلة من الكتب، وفي كتابه الأخير، قام بفحص ديدان الأرض وتأثيرها على التربة.[18] وتقديراً لتفوقه كعالم كُرِّم داروين بجنازة رسمية وتم دفنه في كنيسة وستمنستر (Westminster Abbey) بالقرب من جون هرشل وإسحاق نيوتن[19] وقد وّصف دارون كواحد من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم.

 

حياته

طفولته وتعليمه

تشارلز داروين وهو في السابعة من العمر في عام 1816

وُلد تشارلز روبرت داروين في مدينة شروسبري (Shrewsbury) في مقاطعة شروبشاير بإنجلترا في الثاني عشر من فبراير عام 1809 في منزل عائلته، ذا ماونت.[22] كان الخامس من بين ستة أطفال؛ والدهم روبرت داروين (Robert Darwin)، طبيب وخبير مالي ينتمي لمجتمع غني، ووالدتهم سوسانا داروين (Susannah Darwin) (مولود ويدقود née Wedgwood). كان داروين حفيداً لإراسموس داروين (Erasmus Darwin) من جهة أبيه ولـ يوشيا ويدقود (Josiah Wedgwood)، من جهة أمه. كِلا الأسرتين كانتا من طائفة الأسر التوحيدية (وهو مذهب مسيحي يعتقد بوحدانية الله ويرفض التثليث) بالرغم من أن أسرة ويدقود كانت تنتمي للكنيسة الأنجليزية. قام روبرت داروين، وهو مفكر حر، بتعميد الطفل تشارلز في كنيسة سانت تشاد الأنجليزية بشروزبري في نوفمبر تشرين الثاني عام 1809، لكن تشالرز وإخوته انضموا مع أمهم إلى الكنيسة التوحيدية. كان لدى تشارلز - ابن الثماني سنوات - ميلاً نحو التاريخ الطبيعي والتحصيل عندما انضم عام 1817 إلى المدرسة النهارية التي يديرها الواعظ. توفيت أمه في يوليو من ذلك العام. وفي سبتمبر عام 1818 انضم هو وأخوه الأكبر إيراسموس (Erasmus) إلى مدرسة شريوزبري الأنجليزية (Shrewsbury School) كتلميذ داخلي.[23] قضى داروين صيف عام 1825 كطبيب متدرب، حيث كان يساعد أباه في علاج فقراء مقاطعة شروبشاير وكان ذلك قبل ذهابه إلى كلية الطب بجامعة أدنبرة (University of Edinburgh Medical School) مع شقيقه إيراسموس في أكتوبر عام 1825. وجد داروين المحاضرات مملة والجراحة مقلقة، فتجاهل دراسته. وتعلم التحنيط من جون إدمونستون (John Edmonstone)، وهو رجل اكتسب حريته حديثا بعد أن كان مستعبدا كان قد رافق تشارلز واترتون (Charles Waterton) في الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية، وكان غالباً ما يجلس مع "هذا الرجل الذكي واللطيف جداً".[24] انضم في سنته الثانية إلى جمعية بلينيان وهي نادي للطلاب المهتمين بالتاريخ الطبيعي، الذين انحرفت نقاشاتهم نحو المادية المتطرفة. قدم داروين المساعدة لروبرت آدموند (Robert Edmond Grant's) في أبحاثه عن تشريح ودورة حياة اللافقاريات البحرية في فيرث أو فورث (Firth of Forth). وفي السابع والعشرين من مارس عام 1827 قدّم اكتشافه الخاص في جمعية بلينيان بأن الأبواغ السوداء التي وُجدت في المحارة كانت بيض لسمك الورنك. في يومِ ما، امتدح جرانت أفكار لامارك عن النشوء (Lamarck's evolutionary ideas). فاجأ ذلك داروين لكنه كان قد قرأ مؤخراً أفكار مشابهة لجده إيراسموس فظل غير مكترث.[25] كان فصل التاريخ الطبيعي لروبرت جيمسون (Robert Jameson') يُشعر داروين بالملل، والتي تغطي الجيولوجيا بالإضافة إلى مناقشة بين النبتونية (Neptunism) والبلوتونية (Plutonism). تعلم تصنيف النباتات وساعد في العمل على تشكيلات متحف الجامعة، واحدٌ من أكبر المتاحف في أوروبا في ذلك الوقت.[26] إن إهماله للدراسات الطبية جعل والده ينزعج مما حدا به إلى إرساله إلى كلية المسيح بكامبردج للحصول على بكالوريوس الفنون كخطوة أولية ليصبح رجل دين بالكنسية الانجيلية. كان دارون غير مؤهل للحصول على درجة التريبوز (Tripos) ولذلك التحق بالبرنامج الدراسي الاعتيادي في يناير 1828.[27] لقد فضل داروين ركوب الخيل والرماية بدلاً من الدراسة. حفزه ابن عمه وليام داروين فوكس (William Darwin Fox) على جمع الخنافس وفعلاً كان داروين يستمتع بذلك ونشرت له بعض الرسومات التوضيحية في دورية ستيفن للحشرات البريطانية. أصبح داروين صديقاً مقرباً من أستاذ علم النباتات جون ستيفنز هنسلو (John Stevens Henslow) وتعرف أيضا على آخرين من المهتمين بالطبيعة والذين كانو ينظرون للعلم من زاوية دينية بحتة. أصبح داروين فيما بعد معروفاً بـ " الرجل الذي يمشى مع هنسلو". وعند اقتراب الامتحانات كان دارون شديد التركيز في الاستذكار ومبدياً إعجابه باللغة والحجج القوية لـوليام بالي (William Paley) في (البرهان على المسيحية).[28] وفي نهاية يناير من عام 1831 حصل دارون على المركز العاشر من بين 178 كانوا مترشحين للحصول على الدرجة العادية من الجامعة.[29] كان على داروين أن يواصل في الجامعة حتى شهر يونيو. لقد تمكن من دراسة نظرية بالي الطبيعية المستمدة من الدين والتي كانت بمثابة دليل على دور الإله في الطبيعة مع شروحات تصف كيفية حركة الطبيعة وقوانينها من خلال القوة الإلهية.[30] قرأ داروين كتاب جون هرشل (John Herschel) الجديد آنذاك ،الذي وصف الغاية المُثلى من فلسفة الطبيعة من خلال الاستدلال المبني على عنصر الملاحظة، وكذلك قرأ السيرة الشخصية لـ الكسندر فون همبلد (Alexander von Humboldt's) التي كتب فيها عن رحلاته العلمية. استوحى دارون من كتاب "الحماس الحارق" فكرة لعمل زيارة إلى تنريفي (Tenerife) مع بعض زملائه في الدراسة بعد التخرج وذلك من أجل دراسة التاريخ الطبيعي في المناطق المدارية. ولأجل الإعداد للأمر التحق داروين بمقرر الجيولوجيا لآدم سيجويك (Adam Sedgwick) ثم سافر معه لمدة أسبوعين وذلك لعمل مخطط للطبقات الصخرية في ويلز.[31]

رحلة البيغل

رحلة البيغل.

بعد أسبوع من مكوثه في بارموث مع أحد أصدقاء الدراسة، عاد دارون إلى منزله في يوم 29 من شهر أغسطس ليعُثر على رسالة من هنسلو تعتبرُه رجُل الطبيعة الأمثل، الذي سيحصُل على رحلة مُمَوّلة على متن سفينة البيغل (HMS Beagle) بقيادة القُبطان روبرت فيتزروي (Robert FitzRoy)، الذي سيكون أكثر من مجرد رفيق رحلة. وقد كانت السفينة في رحلة مُدتها أربعة أسابيع لاستكشاف ورسم الخط الساحلي لأمريكا الجنوبية.[32] اعترض روبرت داروين على رحلة ابنه البحرية والمُقررة لعامين، معتبراً أنها مَضيعةً للوقت، ولكن صِهره (brother - in law) يوشيا ويدجود (Josiah Wedgwood) أقنعه بضرورة مشاركة ابنه.[33] وبعد عدة تأجيلات، بدأت الرحلة البحرية في 27 ديسمبر من عام 1831، واستمرت ما يقارب الخمس سنوات. وكما كانت خُطة الكابتن فيزتوري، فقد قضى داروين مُعظم وقته آنذاك على اليابسة في المسح الجيولوجي ودراسة التاريخ الطبيعي للأنواع وكذلك رسم السواحل.[10][34] لقد احتفظ داروين بما جمعه من ملاحظات بحذر وكذلك بما وضعه من أُطروحات ونظريات، وما بين فترة وأخرى كانت تُرسل عيِّناته إلى جامعة كامبردج مع نسخة من دوريته العلمية إلى أسرته.[35] لقد كان لداروين بعضُ الخبرة في الجيولوجيا، وجمع وتشريح اللافقاريات، وأما في المجالات الأخرى فقد كان مُبتدئاً ويستعين بالخبراء.[36] على الرغم مما كانوا يعانونه طِوال رحلتهم البحرية من دُوار البحر، فلم يمنع ذلك داروين من الكِتابة والتأليف بغزارة بينما هو على متن السفينة. مُعظم ملاحظاته وكتاباته في علم الحيوان كانت حول اللافقاريات البحرية، والتي تبدأ من العوالق البحرية التي يجمعها عندما تهدأ الأمواج.[34][37] في أول توقف لهم على شاطئ سانتيقو (St. Jago) وجد داروين حزمة بيضاء متواجدة في سفوح الجبال البركانية ومن ضمنها أصداف بحرية. وقد أعطاه فيتزروي النسخة الأولى من (نظريات الجيولوجيا) لـتشارلز لايل والتي شكَّلت مفاهيم ارتفاع سطح الأرض أو هبوطه على فترات متباعدة. [II] ولقد رأى داروين الأمور من وجهة نظر لايل مفكراً ومحللاً ليكتب كتاباً عن الجيولوجيا (علم الأرض).[38] وفي البرازيل سُرَّ داروين من رؤية الغابات الاستوائية[39] ولكن ساءه مناظر العبودية.[40] وأمَّا بيونتا ألتا في بتاقونيا (Punta Alta in Patagonia) فقد وجد أحافير عظمية لثدييات ضخمة منقرضة في أحد المنحدرات، بجانب أصداف بحرية حديثة، والتي تشير إلى الانقراض وعدم وجود علامات لكارثة أو تغيُّر في الطقس. أيضاً تعرَّف على ما يُدعى بـ (مجاثيريم) (Megatherium) الصغير عبر رؤية أسنانه والتصاقه بدرع عظمي والذي بدأ له لأول وهلة كنسخة عملاقة من حيوان المدرع المحلي. وقد أدَّى ذلك الكشف إلى إحداث جلبة واهتمام عند عودته إلى إنجلترا..[41][42] في رحلاته مع جوشيوس (gauchos) لاستكشاف الجيولوجيا وتجميع المزيد من الأحافير والتي أكسبته رؤية سياسية، اجتماعية وإنثروبولوجية (علم الإنسان) لكلٍ من السكان الأصليين والاستعماريين في وقت الثورة، وعلِم أن هناك نوعين من طيور الريا (rhea) المُختلفة والمتداخلة في الشكل.[43][44] وكُلمَّا اتجه إلى الجنوب أكثر، رأى مجموعة من الأخشاب والأصداف البحرية كشواطئ مرتفعة وكأنها سلسلة من المرتفعات. وقام بقراءة النسخة الثانية لـ لايل وتقبَّل وجهة نظره حول (مركز الخلق الإلهي) للكائنات، ولكن اكتشافاته ونظرياته تحدَّت أفكار لايل باستمرار، بخصوص انقراض الكائنات.[45][46]

نظرية داروين حول الجيولوجيا وانقراض الثدييات العملاقة، خلال المسح في سواحل أمريكا الجنوبية.

كان ثلاثة من الفيوجين (السكان الأصليين في تييرا ديل فيوغو بأمريكا الجنوبية) على متن السفينة والذي تم الاستيلاء عليهم في رحلة البيغل الأولى، وقضوا سنة كاملة في إنجلترا، وقد تمَّ إعادتهم إلى تييرا ديل فيوغو (Tierra del Fuego) كمُبشّرين. وجدهم داروين متحضرين وودودين، ولكن يبدو على أقربائهم " البؤس والتدهور " وهذا الاختلاف هو كالاختلاف بين الحيوانات البرية والمنزلية.[47] بالنسبة لداروين هذه الاختلافات أظهرت فرقاً في التقدُّم الحضاري وبعيداً عن الدونية العنصرية. وعلى عكس زملائه العُلماء يعتقد الآن أنَّه " لا يوجد فجوة يمكن ردمها بين الإنسان والحيوان "[48] بعد سنة من ذلك تمَّ وقف الرحلة. وكان أحد الفيوجين والذين أطلقوا عليه اسم جيمي بيوتن Jemmy Button ، قد عاش كأي مواطن وتزوج، ولم يكن لديه رغبة بالعودة إلى إنجلترا.[49] عاصر داروين زلزالاً في تشيلي، ورأى علامات ومن ضِمنها بأن الأرض قد ارتفعت، وبلح البحر محصور في المد العالي. وعالياً في جبال الأنديز، شاهد أصداف بحرية وجذور شجرية نمت في شاطئ رملي. ووضع نظرية تقول : بينما الأرض ترتفع، والجزر المحيطية تغرق، تنمو الشُعب المَرجانية لتشكِّل جَزراً.[50][51] في جزر جالاباقوس Galápagos Islands بحث داروين عن دليل يربط الحياة البرية بـ (مركز الخلق)، ووجد أنَّ الطيور المحاكية في تشيلي تختلف من جزيرة لأُخرى. وقد سمِع أنَّ هُناك اختلافاً بين أشكال صدف السلاحف، وهي تظهر من أي جزيرة أتت، ولكنَّهُ عَجز عن جمعها، حتى بعد أكلهِ للسلاحف المأخوذة على متن الرحلة كغذاء.[52][53] أمَّا في أستراليا، فقد بدا حيوان الكنغر ذو الجراب، ومنقار البط، غير عاديين لداروين والذي اعتقد بأنَّ هُناك خالق آخر لهما.[54] كما وجد أنَّ السُكان الأصليين لأستراليا هم شعبٌ لطيف وذوي حسٍ فُكاهي، كما لاحظ أنَّهم بدئوا في الاندثار نتيجة النزوح الأوروبي.[55] قامت سفينة البيجل بالبحث والتنقيب عن أصل تكوين الجزر المرجانية المسماة بالكوكوس (كيلينج) (Cocos (Keeling) Islands)، مما دعَّم نظرية داروين.[51] وخلال ذلك عمل فيتزوري على البدء في كتابة المُذكرات الوثائقية لرحلات سفينة البيجل، وبعد قراءته لمذكرات داروين طلب منه أن يُدرجها في هذا العمل الوثائقي.[56] ولكن في نهاية المطاف تم إعادة كتابة مُشاهدات داروين في عدد ثالث من مجلة التاريخ الطبيعي.[57] وفي العاصمة كيب تاون قابل داروين وفيتزروي شخصاً يُدعى جون هيرشيل (John Herschel)، والذي كَتب مُؤخراً إلى لييل، مُشيداً بفتحه المجال للتكهُنات الجريئة لأسرار الأسرار، وعملية استبدال الكائنات المنقرضة بأنواع أخرى والذي يتناقض مع قوانين الطبيعة.[58] بدأ داروين خلال العودة إلى الوطن في تنظيم ملاحظاته ومشاهداته، وكتب قائلاً : إذا ماكانت شكوكي المتزايدة حول الطيور المحاكية، والسلاحف، وثعلب جزر فوكلاند صحيحة فإنَّ هذه الحقائق سوف تُقوض نظرية استقرار الأنواع. ويُلاحظ أنَّه بحذر شديد استخدم كلمة سوف، قبل كلمة تُقوض[59] بعد ذلك كتب (إنَّ من شأن هذه الحقائق أن تُلقي بعض الضوء على أصل الأنواع).[60] استطاع داروين أن يثبت بأن الإنسان ليس إلا واحدا من بين الكائنات المتطورة وان الإنسان ليست له هذه الأهمية التي كان يتصورها معظم الناس في الماضي، فمن يدرى ربما سبقته كائنات أخرى في التطور. قد يكون بسبب هذه الدلالات النظرية قد كانت هي السبب الرئيسي في فزع رجال الدين وسخطهم، الذين رأوا في داروين كافرا وملحدا لأنه لم يأخذ بما جاء في الكتاب المقدس حرفيا. مع أن نظرية التطور كانت لتفسير كيفية تواجد أول خلية. فداروين نفسه قال :

   

تشارلز داروين
ليس بالضرورة اتخاذ الاعتقاد بصحة النظرية سببا للالحاد.

   

تشارلز داروين

بداية نظرية داروين للتطور

 

 

في حين لا يزال شابا، انضم تشارلز داروين إلى النخبة العلمية.

لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يمكن الاطلاع على : بداية نظرية داروين (Inception of Darwin's theory)

في الثاني من اوكتوبر عام 1836 م وصلت سفينة البيجل إلى فالماوث في كورنوال (Falmouth, Cornwall) وكان داروين قد أصبح من المشاهير في الأوساط العلمية وذلك بفضل أستاذه السابق هنسلو الذي أشاد بمجهوداته، وعمِل على نشر كتيب عن رسائل داروين الجيولوجية بين علماء الطبيعة وذلك كان في ديسمبر عام 1835.[61] زار داروين منزله في شروزبري وقابل أقاربه ثم سارع إلى كامبريدج لمقابلة معلمه هنسلو والذي نصحه ببعض علماء الطبيعة الذين يمكنهم المساعدة في عملية تصنيف العينات كما عرض عليه أن يقوم بتصنيف العينات النباتية. قام والد داروين ببعض الاستثمارات التي ساعدت داروين في الظهور بمظهر الرجل النبيل والعالم، مما حفز داروين المتحمس لعرض عيناته على الخبراء في مؤسسات لندن ليساعدوه في عمليات التوصيف. لكن كان علماء الحيوان يواجهون كم هائل من العمل وبالتالي كان من المخاطرة ترك العينات في المخازن.[62] في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر التقى تشارلز ليل (Charles Lyell) بداروين والذي كان شديد الشغف به فقدمه إلى عالم التشريح الصاعد ريتشارد أوين (Richard Owen) ، والذي كان لديه إمكانيات وفرتها له الكلية الملكية للجراحين فتمكن من العمل على عينات الأحافير التي جمعها داروين. شملت نتائج داروين المدهشة بعض الأجناس العملاقة المنقرضة مثل المجاثيريوم (Megatherium)، بالإضافة إلى هيكل عظمي شبه كامل لكائن يسمى سكليدوثيريوم (Scelidotherium) وفرس النهر برأس شبيه بالقوارض أطلق عليه اسم توكسودون (Toxodon) والذي يشبه الكابيبارا العملاقة (capybara). كما كانت هنالك شظايا دروع من كائن يسمى جلايبتودون (Glyptodon) والذي شبهه داروين في البداية بالحيوان المدرع ولكن بضخامة أكبر.[63][42] هذه الكائنات على صلة بالكائنات التي تعيش حالياً في أمريكا الجنوبية.[64] استأجر داروين في منتصف شهر ديسمبر غرفة في فندق لتنظيم عمله وإعادة كتابة مقاله (في عموده اليومي في أحد الصحف).[65] كتب أول ورقة، بيَّن فيها بأن القارة الأمريكا الجنوبية كانت ترتفع ببطء، ومع حماس ودعم لييل، قرأ داروين مقالته على الجمعية الجيولوجية في لندن في الرابع من يناير في سنة 1837. في نفس اليوم، قدّم داروين عينات من الثدييات والطيور لجمعية الحيوان. بُعَيْدَ ذلك أعلن عالم الطيور جون غولدن (John Gould) أن طيور الغالابيغوس Galapagos التي تحدث عنها داروين هي خليط من طائر الشحرور وطائر الجروس بيك وطيور الحسون، وهذه الأخيرة وجد منها في الحقيقة إثني عشر نوعاً. وفي السابع عشر من فبراير أُنتُخب داروين كعضو في مجلس الجمعية الجيولوجية وقدم لييل في خطابه الرئاسي أحافير داروين على أنها جزء من نتائج أوين، مشدداً على استمرار البحث الجغرافي لأصناف جديدة من الحياة دعماً لفكرته التنظيمية.[66] في بدايات شهر مارس انتقل داروين إلى لندن ليكون قريباً من عمله ليلتحق بدائرة لييل الاجتماعية من العلماء والخبراء من أمثال شارليز بابيج Charles Babbage,[67] الذي وصف الرب على أنه المبرمج للقوانين. بقى داروين مع أخوه طليق الفكر أراسموس، الذي كان جزء من هذه الدائرة اليمينية وصديقاً مقرباً للكاتبة هارييت مارتينواه Harriet Martineau، والتي عززت من نظرية مالتوس Malthusianism اليمينية والمثيرة للجدل، تلك - النظرية - تدعو لإعادة صياغة قوانين الفقراء ووقف المساعدات المتسببة في الاكتظاظ السكاني ما يعني زيادة في الفقر. مارتينواه بوصفها من الموحدين رحبت بالآثار المترتبة على التحويل الجذري لأصناف الطيور. والتي يروج لها من قبل غرانت ومجموعة من الجراحين الشباب المتأثرين بجيوفروي، هذا التغيير كان لعنة على النظام الاجتماعي للجنة الدفاع عن الكنيسة الإنجليزية[68]، لكن مناقشة العلماء ذوو السمعة الحسنة للموضوع بشكل مفتوح والاهتمام الكبير في رسالة جون هيرشيل والذي مدح فيها نهج لييل كطريقة جديدة لإيجاد أسباب طبيعية لأصول الأصناف الجديدة.[58] التقى غولد بداروين وأخبره أن طيور الغالابيغوس المحاكية من مَوَاطِن (جزر) مختلفة كانت أصناف منفصلة، وليست فقط متنوعة، والذي كان يعتقده داروين أن طائر الرن كان ينتمي أيضاً لمجموعة طيور الحسون. لم يصنف داروين طيور الحسون حسب الموطن أو البيئة ولكن صنفها من خلال ملاحظات الصيادين، بالإضافة لفيتزروي (مصطلح يقصد به ابن الملك) فقد خصص مواطن للأصناف..[69] أيضاً هناك صنفان مميزان لطائر الريّا، ففي الرابع عشر من مارس، أعلن داروين كيف يتغير توزيعهم كلما اتجهنا جنوباً.[70] بحلول منتصف مارس، تضاربت أفكار داروين في كتابه (ريد نتبوك - كتاب الملاحظات الأحمر-) في احتمالية أن "أحد الأصناف يتغير إلى صنف آخر" ليشرح التوزيع الجغرافي لأماكن عيش أصناف الطيور مثل الريّا وصنف آخر منقرض كطائر الماكروتشينيا الغريب والذي يشبه غوناكو العملاق (حيوان من صنف الجمليات "لاما").

 

في منتصف يوليو 1837 بدأ داروين في كتابه للملاحظات " B " على تحويل الأنواع، وكتب فوق شجرته التطورية الأولى " أعتقد " في الصفحة 36

أفكاره حول فترة الحياة والتكاثر اللاجنسي والتكاثر الجنسي طُوِّرت في كتابه "ب" نتبوك بحلول منصف أيلول حول اختلاف السلالة "لتكييف وتبديل الأصل لتغيير العالم" يشرح فيه سلاحف الغالابيغوس وطيور الغالابيغوس المحاكية وطيور الريّا. رسم داروين التفرعات بشكل لائق، فرّع الأنساب في شجرة تطور أحادية، على أنه "من غير المعقول الحديث عن حيوان على أنه أعلى من الآخرين رتبة"، وحذف - استبدل - أنساب لامارك المستقلة بأشكال متطورة ومتقدمة.

مقولات ومنشورات لـ تشارلز داروين:

مقولات عن النجاح:

ليست المخلوقات الأقوى هي التي تنجو، ولا تلك الأكثر ذكاءً، ولكن المخلوقات التي تستطيع النجاة والاستمرار هي الأكثر قدرة على التأقلم على التغيرات..
تشارلز داروين

نصائح:

ليست المخلوقات الأقوى هي التي تنجو، ولا تلك الأكثر ذكاءً، ولكن المخلوقات التي تستطيع النجاة والاستمرار هي الأكثر قدرة على التأقلم على التغيرات..
تشارلز داروين

مقولات الأدب العالمي:

الإنسان ابن بيئته.
تشارلز داروين
البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى البقاء للأكثر استجابة للتغيير.
تشارلز داروين
ليس أقوى أفراد النوع هو الذي يبقى، ولا أكثرهم ذكاء، بل أقدرهم على التأقلم مع التغيرات.
تشارلز داروين
من يجرؤ على إهدار ساعة واحدة لم يكتشف قيمة الحياة بعد ..
تشارلز داروين
الجهل يولد الثقة على نحو أكثر مما تفعل المعرفة : إنهم أولئك الذين لا يعرفون سوى القليل، وليس أولئك الذين يعرفون الكثير، يؤكدون أن هذه أو تلك المشكلة لن يتم حلها عن طريق العلم.
تشارلز داروين
خلال تاريخ البشرية الطويل (وعالم الحيوان أيضا) من تعلم التعاون والارتجال بطريقة فعالة هو الذي ساد.
تشارلز داروين
على رجل العلم ألا يكون لديه أمنيات أو عواطف، وأن يكون قلبه مقدودا من الصخر.
تشارلز داروين
إذا لم تكن قوانين الطبيعة هي السبب في معاناة الفقراء فخطيئتنا ستكون عظيمة.
تشارلز داروين
الملتزم أخلاقيا هو من يستطيع أن يتمعن في ماضي أفعاله وبواعثها وأن يوافق على بعضها ويرفض البعض الآخر.
تشارلز داروين
لا يمكن لجمهورية أن تنجح إلا حتى تحتوي مجموعة معينة من الأشخاص المتشربين لمبادئ العدل والشرف.
تشارلز داروين
صداقات الشخص هي أحد أهم مقاييس قيمته.
تشارلز داروين

مقولات عن الامل:

ليست المخلوقات الأقوى هي التي تنجو، ولا تلك الأكثر ذكاءً، ولكن المخلوقات التي تستطيع النجاة والاستمرار هي الأكثر قدرة على التأقلم على التغيرات..
تشارلز داروين

فيديوهات تشارلز داروين

أشهر الفيديوهات:

مشاهير علماء :

    المزيد

    تعرّف على الفيلسوف العربى ( الفيلسوف العربى )
    فيلسوف مسلم اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وكانت له قوة في صناعة الطب.

    الفارابى

    الفارابى

    الفيلسوف العربى
    المزيد

    تعرّف على العالم الفيزيائى الدكتور ( العالم الفيزيائى الدكتور )
    علي مصطفى مشرفة باشا (22 صفر 1316 هـ / 11 يوليو 1898- 15 يناير 1950 م) عالم فيزياء نظرية مصري ،ولد في دمياط، يلقب بأينشتاين العرب،تخرج في مدرسة المعلمين العليا 1917

    مصطفى مشرفة

    مصطفى مشرفة

    العالم الفيزيائى الدكتور
    المزيد

    تعرّف على العالم المخترع الدبلوماسي ( العالم المخترع الدبلوماسي )
    بنجامين فرانكلين واحد من أهم وأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية. كان مؤلفا طابعا صاحب هجاء سياسي؛ عالم ومخترع ورجل الدولة ودبلوماسي. كان شخصية رئيسية في التنوير وتاريخ الفيزياء، حيث كان صاحب تجارب ونظريات واكتشافات متعلقة بالفيزياء

    بنجامين فرانكلين

    بنجامين فرانكلين

    العالم المخترع الدبلوماسي
    المزيد

    تعرّف على الفيلسوف اليوناني ( الفيلسوف اليوناني )
    فيثاغورس هو فيلسوف وعالم رياضيات يوناني، مؤسس الحركة الفيثاغورية كما يعرف بمعادلته الشهيرة. اتتنا معلومات حوله من كتب كتبت قرون بعد وفاته، لذلك لا يوجد معلومات موثقة حول افكاره واعماله

    فيثاغورس

    فيثاغورس

    الفيلسوف اليوناني
    المزيد

    تعرّف على الرحّالة والفيلسوفً ( الرحّالة والفيلسوفً )
    أبو الريحان محمد بن أحمد بيروني ( 5 سبتمبر 973 - 13 ديسمبر 1048) عالم مسلم أوزبكي كان رحّالة وفيلسوفا وفلكيا وجغرافيا وجيولوجيا ورياضياتيا وصيدليا ومؤرخا ومترجما لثقافات الهند. وصف بأنه من بين أعظم العقول التي عرفتها الثقافة العربية الإسلامية، وهو أول من قال إن الأرض تدور حول محورها، صنف كتبا تربو عن المائة..

    ابو الريحان البيرونى

    ابو الريحان البيرونى

    الرحّالة والفيلسوفً
    المزيد

    تعرّف على مهندس الاتصالات والكترونيات بجامعة الازهر والمخترع المصري ( مهندس الاتصالات والكترونيات بجامعة الازهر والمخترع المصري )
    هيثم دسوقي (ولد 3 مارس 1986)، تخرج من كلية الهندسة الاتصالات والإلكترونيات جامعة الأزهر. فاز بالمركز الأول في مسابقة نجوم العلوم الذي ينظمها مركز تلفزيون الشرق الأوسط. [1] أول اختراعاته جهاز لقياس نبض القلب، أما أول أبحاثه فكان عن كيفية استغلال نظرية الدفع الضوئي في الانتقال إلى الفضاء.

     هيثم الدسوقى

    هيثم الدسوقى

    مهندس الاتصالات والكترونيات بجامعة الازهر والمخترع المصري
    المزيد

    تعرّف على المؤرخ العربى ( المؤرخ العربى )
    مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي الأصل، كما عاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا . مؤسس علم الاجتماع الحديث واب للتاريخ والاقتصاد .

    ابن خلدون

    ابن خلدون

    المؤرخ العربى
    المزيد

    تعرّف على الفيلسوف العربى ( الفيلسوف العربى )
    علاّمة عربي مسلم، برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق الذي كان يعرف بعلم الكلام، والمعروف عند الغرب باسم (باللاتينية: Alkindus)، ويعد الكندي أول الفلاسفة المتجولين المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة..

    الكندى

    الكندى

    الفيلسوف العربى
    المزيد

    تعرّف على اعظم الاطباء ( اعظم الاطباء )
    أبو الطب وأعظم أطباء عصره، أول مدون لكتب الطب، مخلص الطب من آثار الفلسفة وظلمات الطقوس

    أبقراط

    أبقراط

    اعظم الاطباء
    المزيد

    تعرّف على الشيخ العلاّمة ( الشيخ العلاّمة )
    هو عالم من علماء الدين ووزير اوقاف سابق يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث

    محمد متولى الشعراوى

    محمد متولى الشعراوى

    الشيخ العلاّمة
المزيد ...

تصنيفات: