Al nefary |
|
من أعلام التصوف الاسلامي | |
محمد بن عبد الجبار النفري |
|
عدد الزيارات | 3703 زيارة |
السيرة الذاتية |
محمد بن عبد الجبار النفريسيرته:ولد ببلدة نفر في العراق وإليها ينسب، عاش في عصر الدولة العباسية، وكان من مشايخ الصوفية، وارتحل وتنقل بين العراق ومصر، ومن أشهر كتبه كتاب المواقف والمخاطبات. ومن فرط تواضعه لم يكتب ما كان يقول، إنما كان يؤلف كتابه شفهيا لمريديه، ويكتفى بذلك. ومن أشهر ما ذكر عنه أنَّه قال: كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة. وتكلم عنه دكتور مصطفى محمود في كتابه رأيت الله: لم يكن النفري يعلم أنه وبعد قرون من وفاته ستكون إحدى مكاشفاته في كتابه المعروف بالمواقف مدخلاً من مداخل من يتقول بالحداثة في الأدب وبخاصة الحداثة الشعرية فموقفه الذي يقول فيه: كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة. قد أعطى للبعض ذريعة من تراث غني بأشكال الإبداع لتبرير ما لا ينطبق عليه قول النفري أو بالأحرى تركيب موقف النفري على ادعاء مجاراة المنهج الذي كتب فيه رؤيته من الماورائيات والحياة. وما كان النفري يعرف أنّ هذه الجملة ستحقّق صيتاً واسعاً، وأن استعمالها سيتكرر إلى حد أنّ النفري كله سيقيم في أحشائها ولعل الاهتمام الذي يلقاه النفري منذ عقود، يوازي الإهمال الذي تعرض له طوال قرون. ويعزو العديد من الباحثين والمؤرخين ذلك إلى الطابع الغامض والمنغلق لنصوصه الصوفية نفسها. فلم يكن النفري صوفياً عادياً إلى حد أنّ اسمه لا يحضر إلى جانب غيره من المتصوفة، في المصنفات الصوفية الكبرى. كما أنّ المعلومات التي ذكرتها بعض المصادر بشأن حياته شحيحة، ولا تكفي لرسم صورة واضحة المعالم له. ويرى كثيرون أنّه لولا إشارات لابن عربي في »الفتوحات المكية« و»رسالة عين الأعيان«، لما تأكد اللاحقون من نسب »المواقف والمخاطبات« إلى النفري وجه النفري الجديد الذي ألبسه له أصحاب نظرية الحداثة يختلف اختلافاً جذرياً عن المنهج الذي أدخلوه فيه فهو من دون أدنى شك مبدع من الدرجة الممتازة أرادوا من خلاله تبرير تخبطهم ما بين الشكل الغربي وعدم القدرة على إثبات الذات وفق أسس راسخة يعتمد عليها والذي يعرف تراث النفري لن يأخذ هذا الإيحاء على محمل الطرافة فقط، إذ كثيراً ما اعتُبرت نصوص النفري، وخاصة مؤلَّفه الأشهر »المواقف« شعراً أو نوعاً مبكراً وفريداً من الشعر. حتى إن أدونيس تبنّى فكرة أن يكون النفري السلف الشرعي لقصيدة النثر العربية. ثم راج استخدامه رأس حربة في مواجهة المشككين في شعرية قصيدة النثر وأصلها »غير العربي«. والمعروف أن أدونيس ذهب أبعد من ذلك، فبحث في دراسة مشوّقة ومبتكرة عن التشابه الممكن بين »الصوفية والسريالية« بحسب ما عنون كتاباً له. فأدخله في ساحة غير ساحته بعد أن وجد أن أسلوب النفري في مواقفه أو مخاطباته اختلف عن أسلوب القصيدة الموزونة المقفاة معتقداً أنه ومن خلال هذا المدخل سيُفضّل القارئ النفري الناثر على النفري الشاعر، فهو أكثر شعرية في نثره بما لا يُقاس مع غيره من الشعراء. ولعل هذا ما دفع عدداً من الشعراء والنقاد الحديثين إلى اعتبار النفري شاعر قصيدة نثر بالمعنى الراهن للمصطلح. متجاهلين أن النفري نفسه وحتى من جاء من بعده لم يعتبر أي منهم أن ما كتبه الرجل شعراً إنما حوكم على أساس أنها رؤية اتسعت في عبارة ضاقت كما قال هو من خلال منهجه الصوفي المتمثل في محاكمة الأضداد لا مقاربة الأضداد ولا يخفى على الدارس المتأني والمتفطِّن التواجد في منطقة ما يسكت عنه الكلام المنطوق أو المكتوب[1]. منهجه في كتبه:فالكتابان اللذان هما المواقف والمخاطبات محاولة جليلة لتنظيم ذاتٍ مبعثرة، إنما تنسجهما حزمةٌ من الأضداد أو المثنويات، أهمها: الله والسوي، والقرب والبعد، والفرق والجمع، والظاهر والباطن، والنطق والصمت، والليل والنهار، والحياة والموت، والمعرفة والجهل، والعبد والرب، والنور والظلام، والنار والماء منهج الأضداد الذي حاول البعض افتراسه على أساس أنه مذهب التركيب اللفظي والصوري والمجازي لما أطلق عليه قصيدة النثر وهذه أمثلة من المواقف والمخاطبات أسوقها لبيان حال النفري عن حال من يدعي انتهاج مدرسته في شكلانية كتابة النص النثري أو أسلوبه -وقال لي: سدَّ باب قلبك الذي يدخل منه سواي، لأن قلبك بيتي. (المخاطبة 13) - يا عبدُ، من صبر عن سواي أبصر نعمتي، وإلا فلا. (المخاطبة 15) -غششتُك إن دللتُك على سواي. (الموقف السادس) -وقال لي: آليتُ لا أقبلك وأنت ذو سبب أو نسب. (الموقف التاسع) -وقال لي: لا يجاورني وجدٌ بسواي. (الموقف17) - أوقفني في ما يبدو فرأيته لا يبدو فيخفى ولا يخفى فيبدو ولا معنى فيكون معنى (الموقف 21) - إن عرفتني بمعرفة أنكرتني من حيث عرفتني _ من سألك عني فسله عن نفسه فان عرفها فعرفني عليه _ المعرفة نار تأكل المحبة لأنها تشهدك حقيقة الغنى عنك (الموقف 37) ويقول جمال الدين فالح الكيلاني وأي كان موقفنا من النفري أو سواه ممن قدم إبداعاته الأدبية على مدى التاريخ مكوناً مكدسات ثرية في تراث زاخر يتجنى عليه الكثير ممن لم يعرف ما فيه من إبداعات ويتجنى عليه حتى من يحاول أن يحتج به لتبرير رؤيته المعاصرة[2].
مقولات ومنشورات لـ محمد بن عبد الجبار النفري:مقولات السلف الصالح: وقال لي: القرب الذي تعرفه مسافة، والبعد الذي تعرفه مسافة، وأنا القريب البعيد بلامسافة .
محمد بن عبد الجبار النفري أوقفنى فى البحرِ فرأيت المراكب تغرق، والألواح تسلم، ثم غرقت الألواح؛ وقال لى: لم يسلمْ من ركب.. وقال لى: خاطر من ألقى بنفسهِ ولم يركب.. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻫﻠﻚَ ﻣﻦ ﺭﻛﺐَ ﻭﻣﺎ ﺧﺎﻃﺮ.. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﺟﺰﺀٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ.
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي انظر بعين قلبكَ إلى قلبك، وانظر إلىَّ بقلبك كله .
محمد بن عبد الجبار النفري إنما أُحادثك لترى؛ فإذا رأيت، فلا حديث .
محمد بن عبد الجبار النفري يا عبد تريد قيام الليل وتريد توفير أجزاء القرآن هنالك لا تقوم إنما يقوم الليل من قام إلى لا إلى ورد معلوم ولا إلى جزء مفهوم هنالك أتلقاه بوجهي فيقف بقيوميتي لا يريد في ولا يريد مني فإن شئت أن أحادثه حادثته وإن شئت أن أفهمه أفهمته. يا عبد انصرف أهل الورد حين بلغوه وانصرف أهل الجزء من القرآن حين درسوه ولم ينصرف أهلي فكيف ينصرفون.
محمد بن عبد الجبار النفري أحسن إلى كل أحد تنبه روحه على التعلق بى واحلم على كل أحد تنبه عقله على استفتاح أمرى ونهيى .
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي من عبدني وهو يريد وجهي دام، ومن عبدني من أجل خوفي فتر، ومن عبدني من أجل رغبته أنقطع
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي عمل الليل عماد لعمل النهار.
محمد بن عبد الجبار النفري القلب يتغير وقلب القلب لا يتغير والحزن قلب القلب
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي حسن الظن طريق من طرق اليقين.
محمد بن عبد الجبار النفري كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة .
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي : سِرْ ، فأنا دليلك إليّ
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي إذا رأيتني فأعرض عمن أعرض عنك وأقبل إليك .
محمد بن عبد الجبار النفري قَال لِي انْ رَأيْت غَيْري.. لمْ تَرنِي .
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي بيتك هو طريقك، بيتك هو قبرك، بيتك هو حشرك؛ انظر كيف تراه، كذا ترى ما سواه.
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي: من علامات اليقين الثبات، ومن علامات الثبات الأمن في الروع .
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي القراء ثلاثة فقارئ عرف الكل، وقارئ عرف النصف، وقارئ عرف الدرس.
محمد بن عبد الجبار النفري يا عبدُ، من صبر عن سواي أبصر نعمتي، وإلا فلا.
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي: بين النطق والصمت برزخ فيه قبر العقل وقبور الأشياء .
محمد بن عبد الجبار النفري وأوقفني في الحزنِ، وجاءَني بكلِّ حزينٍ. فرأيتُ حزنَ كلّ حزينٍ على فوته، لا على شيء منه، ولا على شيء به، ولا على شيء له. ورأيتُ كلَّ حزين لا يحزنُ على فوته إلا أن يراهُ.
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي يا صاحب العبادة الوجهية وجه وجهك إلي وجه وجه همك إلي وجه وجه قلبك إلي وجه وجه سمعك إلي وجه وجه سكونك إلي
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي : فتحت لكل عارف محُقٍ باباً إليَّ فلا أغلقهُ دونه فمنه يدخل ومنه يخرج وهو سكينتهُ التي لا تفارقه .
محمد بن عبد الجبار النفري وقالَ لي ليس الكافُ تشبيهاً هي حقيقة أنتَ لا تعرفها إلا بتشبيه .
محمد بن عبد الجبار النفري اجعل ذنبك تحت رجليك واجعل حسنتك تحت ذنبك .
محمد بن عبد الجبار النفري أوقفني في الأدب وقال لي طلبك مني وأنت لا تراني عبادة، وطلبك مني وأنت تراني استهزاء .
محمد بن عبد الجبار النفري و معرفتك بالبلاء بلاء , و انكارك للبلاء بلاء .
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي لا أرضى لك أن تقيم في شيء وإن رضيته أنت عندي أكبر منه فأقم عندي لا عنده .
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لهم: لا تخرجوا قلبا عن حد معرفته.فإن أخرجتموه عنها فلا تردوه.فإن رجع هو فلا تمنعوه. ومن أخرجتموه فاصحبوه حتى يصل إلى ما أخرجتموه إليه".
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي اذكرني مرةً أمح بها ذكرك كل مرة.
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي : اعرض نفسك على لقائي في كل يومٍ مرةً أو مرتين وألق ما بدا كله والقني وحدك كذا أعلمك كيف تتأهب للقاء الحق
محمد بن عبد الجبار النفري وقال لي صلوة المتهجد بالليل بذر يسقيه ماء عمل بالنهار.
محمد بن عبد الجبار النفري |
- التعليقات ومناقشات المبدعون (0) :