قصص

قصص


كان هناك عصفورتان صغيرتان رقيقتان تعيشان في بقعة من أرض الحجاز قليلة الماء وشديدة الحرّ. وفي أحد الأيّام بينما كانتا تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة، هبّت عليهما نسمة ريح عليلة آتية من اليمن، فسعدت العصفورتان بهذه النسمة وأخذتا تزقزقان نشوة بالنسيم العليل. وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط من شجرة وحيدة في المنطقة، استغربت النسمة من أمرهما وقالت: "أيتها العصفورتان الجميلتان، عجباً لأمركما، فكيف تقبلان وأنتما بهذا الحسن وهذه الرقّة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه؟ لو شئتما أستطيع حملكما معي وأخذكما إلى اليمن من حيث جئت للتو، فهناك ستجدان مياه عذبة باردة طعمها ألذّ من العسل، وستأكلان حبوباً تكاد لحلاوة طعمها أن تكون سكّراً. وإن أخذتما بنصيحتي، أعدكما أن نكون هناك خلال وقت قصير جدّاً، فما قولكما؟" ما إن أنهت نسبة الريح كلامها، حتّى قامت العصفورة الأذكى بين الاثنتين وأجابت بفطنة وبداهة: "يا نسمة الريح، أنت ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، ولذلك فأنت لا تعلمين معنى أن يكون للواحد وطن يحبّه. فارحلي أيّتها النسمة مشكورةً، وصدّقيني نحن لا نبدّل أرضاً ولو كانت جنّة على الأرض بوطننا ولو كانت الأجواء فيه قاسية والطعام فيه شحيح"

قصص :

كان هناك عصفورتان صغيرتان رقيقتان تعيشان في بقعة من أرض الحجاز قليلة الماء وشديدة الحرّ. وفي أحد الأيّام بينما كانتا تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة، هبّت عليهما نسمة ريح عليلة آتية من اليمن، فسعدت العصفورتان بهذه النسمة وأخذتا تزقزقان نشوة بالنسيم العليل. وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط من شجرة وحيدة في المنطقة، استغربت النسمة من أمرهما وقالت: "أيتها العصفورتان الجميلتان، عجباً لأمركما، فكيف تقبلان وأنتما بهذا الحسن وهذه الرقّة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه؟ لو شئتما أستطيع حملكما معي وأخذكما إلى اليمن من حيث جئت للتو، فهناك ستجدان مياه عذبة باردة طعمها ألذّ من العسل، وستأكلان حبوباً تكاد لحلاوة طعمها أن تكون سكّراً. وإن أخذتما بنصيحتي، أعدكما أن نكون هناك خلال وقت قصير جدّاً، فما قولكما؟" ما إن أنهت نسبة الريح كلامها، حتّى قامت العصفورة الأذكى بين الاثنتين وأجابت بفطنة وبداهة: "يا نسمة الريح، أنت ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، ولذلك فأنت لا تعلمين معنى أن يكون للواحد وطن يحبّه. فارحلي أيّتها النسمة مشكورةً، وصدّقيني نحن لا نبدّل أرضاً ولو كانت جنّة على الأرض بوطننا ولو كانت الأجواء فيه قاسية والطعام فيه شحيح"

قصص:

جلس مؤلف كبير أمام مكتبه وأمسك بقلمه، وكتب: "في السنة الماضية، أجريت عملية إزالة المرارة، ولازمت الفراش عدة شهور..وبلغت الستين من العمر فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً..وتوفي والدي..ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة.." وفي نهاية الصفحة كتب:" يا لها من سنة سيئة..!! ودخلت زوجته غرفة مكتبه، ولاحظت شروده.. فاقتربت منه، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء، من دون أن تقول شيئاً … لكنها وبعد دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها. فتناول الزوج ورقة زوجته وقرأ منها: " في السنة الماضية ، شفيت من الآم المرارة التي عذبتك سنوات طويلة وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة..وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن …تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم..وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين بغير أن يسبب لأحد أي متاعب وتوفي في هدوء بغير أن يتألم.. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أيه عاهات أو مضاعفات.. وختمت الزوجة عبارتها قائلة: " يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السيء".

كل يوم حكمة

المزيد في النوته اليومية:

مشاركات المبدعون: