الدين كالماء والهواء :
إن غياب البعد الأبدي من الحياة وتقلصها إلى لحظات عابرة يؤدي إلى سقوط كامل للقيم ولا يبقي من الحياة إلا فاتيرينة استهلاكية وبطون تفرغ لتمتلئ وإيقاع متكرر ممل خال من المعني ..
وارتفاع نسبة الانتحار بين الشباب فى بلاد الشبع والوفرة والرخاء مثل السويد والنرويج يؤكد هذا الكلام .. إن إشباع الرغبات المادية لا يكفى ليجعل للحياة معنى وإنما سر الحياة وجمالها وسحرها فى بعدها الأبدى الغيبى وفى المعانى المتوارية وراء الحس وفى الكمالات التى تحكى عنها الأديان .
إن موت الروح وليس جوع البدن هو الذى يدفع هذا الشباب المرفه الشبعان إلى الانتحار .
واليأس والملل والصدأ النفسى والاكتئاب هى درجات السلم السفى المؤدية للانتحار .. ولا شئ يمكن أن يجلو صدأ النفس مثل ترتيل بضع آيات يهمس بها القلب المؤمن فيطمئن ويهدأ ويسكن فيه طائر القلق .
إن التدين ضرورة اجتماعية ، إنه الماء والهواء بالنسبة لهذا الزمن المنكود .. وفى كم المشاكل التى يعيش فيها الشباب.
- التعليقات ومناقشات المبدعون (0) :