مقال: انقلاب | مقالات الدكتور مصطفى محمود

ولا نجاة لها الا بانقلاب داخلى يبدلها من الأعماق ومعاناة تحرق حطبها وتذرى رمدها وتجلو معدنها من جديد .
لابد لها أن تعبر الجحيم اولا لتصل إلى بر ، أى بر ..
لا بد لها أن تكتوى حتى نخاع العظم وتبكى حتى تبيض العينان ، وتسجد حتى تذوب وتبتهل حتى تفنى وتعطى نفسها لهدف كبير تضمحل معه الأهداف الصغيرة وتشغل عقلها برسالة شريفة تستغرقها وتستغرق همومها الشخصية ..
فإن كان رجلها الجديد سيأخذ بيدها إلى هذه النقلة ويكون عونا لها فى هذا الانقلاب الداخلى وهذا التطهر الكامل فهو نجاتها .
أما إن كان الأمر فى نظرها هو مجرد انتقال من رجل إلى رجل ومن ذراعين إلى ذراعين .. فلن يكون إلا انتقالا آخر بلا جدوى .. لأنها سوف تصحب معاها فى كل مكان خواءها النفسى وتوترها وقلقها وهمومها الشخصية ولن تصل إلى بر أمان وإنما《ستظل محلك سر 》تنتقل من خيانة إلى خيانة.
ولا نجاة ولا عبور ولا خلاص إلا بالخروج من تكوينها النفسى إلى تكوين نفسى آخر .. من هموم شخصانية .. إلى نفس اجتماعيه مشغولة بالمشاركة فى أهداف كبرى وحياة خصبة مثمرة مفيدة للناس تذوب فيها الهموم الصغيرة .