مقال: أمثلة من التاريخ عن صلة النبي الكريم لرحمه  | صله الرحم

مقال: أمثلة من التاريخ عن صلة النبي الكريم لرحمه | صله الرحم


قراءة منشورات في مدوّنة صله الرحم ، أمثلة من التاريخ عن صلة النبي الكريم لرحمه : ..

أمثلة من التاريخ عن صلة النبي الكريم لرحمه :

 النبي الكريم بلغ من صلة رحمه مبلغاً عظيماً ضرب به المثل على مرّ التاريخ، فما سمعت الدنيا بأوصل منه.
 قرابته، أبناء عمه، أبناء عمومته، أخرجوه من مكة، طاردوه، أرادوا قتله، شتموه، آذوه، حاربوه في المعارك، نازلوه في الميدان، قاموا بثلاثة حروبٍ في بدرٍ وأحدٍ والخندق، ودخل مكة منتصراً، عشرة آلاف سيف متوهجة تنتظر كلمة من فمه، وقفت له الأعلام مكبرة، طنت بذكر نصره الجبال والوهاد، فلما انتصر وقف عند حلق باب الكعبة صلى الله عليه و سلم منحنياً وهو يقول للقرابة والعمومة: ماذا ترون أني فاعلٌ بكم؟ فيتصورون الجزاء المر، والقتل الحار، والموت الأحمر، فيقولون وهم يتباكون: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، فتدمع عيناه، فيقول: اذهبوا فأنتم الطلقاء، هذا من أعلى درجات العفو، أخرجوه، طاردوه، قاتلوه، شتموه، نكلوا بأصحابه لعشرين عاماً، فلما تمكن منهم، وحياتهم موقوفة على كلمة من فمه، وعشرة آلاف سيف متوهجة تأتمر بأمره، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، النبي الكريم أسوة حسنة لنا، في الطائف حينما قهر قال:

((إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي))

[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن جعفر ]

 وفي فتح مكة حينما انتصر قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، كأنه يقول عفا الله عنكم وسامحكم، يأتي ابن عمه - أبو سفيان بن الحارث- يسمع بالانتصار، وقد أذى الرسول الكريم، وشتمه، وقاتله، فيأخذ هذا الرجل أطفاله، ويخرج بهم من مكة، فيلقاه علي بن أبي طالب يقول له: يا أبا سفيان إلى أين تذهب؟ قال: أذهب بأطفالي إلى الصحراء فأموت جوعاً وعرياً، والله إن ظفر بي محمد ليقطعني إرباً إرباً، يقول له عليٌ وهو يعرف رسول الله: أخطأت يا أبا سفيان، إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أوصل الناس، وأبر الناس، وأكرم الناس، فعد إليه وسلم عليه بالنبوة، وقل له كما قال أخوة يوسف:

﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾

[ سورة يوسف ]

 فيأتي بأطفاله ويقف على رأس المصطفى صلى الله عليه و سلم ويقول: يا رسول الله: السلام عليك ورحمة الله وبركاته

﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾

  فيبكي عليه الصلاة و السلام وينسى تلك الأيام، وتلك الأعمال، وتلك الصحف السوداء، ويقول:

﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾

[ سورة يوسف ]

 هذه هي النبوة، يقول أبو سفيان: يا بن أخي ما أوصلك! وما أرحمك! وما أحكمك! يا بن أخي ما أوصلك! أي ما أشد وصلك لنا، وما أرحمك! وما أعظم رحمتك بنا، وما أحكمك! وما أعقلك!
اضغط هنا للاشتراك بتطبيق كل يوم حكمة


 الآن تأتيه أخته من الرضاعة، وقد ابتعدت عنه عقوداً كثيرة، فتأتيه وهو لا يعرفها وهي لا تعرفه أصلاً، رضعت معه وتسمع وهي في بادية بني سعد في الطائف بانتصاره، فتأتي لتسلم على أخيها من الرضاعة، وهو تحت سدرةٍ عليه الصلاة و السلام، والناس بسيوفهم بين يديه، وهو يوزع الغنائم بين العرب، فتستأذن فيقول لها الصحابة: من أنت؟ تقول: أنا أخت رسول الله من الرضاعة، أنا الشيماء بنت الحارث، أرضعتني أنا وإياه حليمة السعدية، فيخبرون النبي الكريم، يتذكر القربى وصلة الرحم، ويقوم لها ليلقاها في الطريق، ويرحب بها ترحيب الأخ بأخته بعد طول غياب، وبعد الوحشة والغربة، ويأتي بها ويجلسها مكانه، ويظللها من الشمس، تصوروا هذا النبي الكريم، ومعلم الإنسانية، ومزعزع كيان الوثنية، يظلل هذه العجوز أخته من الرضاعة من الشمس، ويترك الناس وشؤون الناس ويقبل عليها ويسألها: يا أختاه كيف حالكم؟ يا أختاه اختاري الحياة عندي أو تريدين أهلك؟ تقول: أريد أهلي، فيمتعها بالمال، ويعطيها مئة ناقة، ليُعلّم الناس صلة الرحم، يا سيدي يا رسول الله، يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك، ومشكلات الناس عبادتك، هذه نبوة النبي، هذه أخلاق النبي، هذه صلة الرحم، العبادة التي تأتي بعد الفرائض.

image

صلة الرحم في الإسلام أهميتها وحقوقها

  • صله الرحم

قد وضع الإسلام من الأحكام والأنظمة ما يُوجِبُ دوام الصلة قوية بين هذه الأسرة المُوَسَّعة، بما فيها الأقارب، بحيث يَكْفُلُ بعضهم بعضًا، ويأخذ بعضهم بِيَدِ بعضٍ، كما يُوجب ذلك نظام النفقات، ونظام الميراث، ونظام (العاقلة)؛ ويُرَادُ به توزيع الدِّيَةِ في قتل الخطأ وشبه العمد على عَصَبَةِ القاتل وأقاربه ...

1,678 قراءات
حكمة اليوم:

فيديوهات

مدوّنات الجانب الأسري:

المزيد ...

مقالات و مدوّنات أخرى: